شبكة قدس الإخبارية

سفيان فروانة... نازح بمدارس غزة يهدد التشرد حياته وحياة عائلته

هدى عامر
غزة- خاص قُدس الإخبارية: أمام بوابة المدرسة يقفُ النازح "سفيان فروانة" مكتوف اليدين، برفقة ثلاثة رجال آخرين، كانوا قد لجأوا قبل عدة أشهر إلى مدرسة وكالة الغوث غرب مدينة غزة، إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي لبيوتهم خلال العدوان الأخير على قطاع غزة. "سفيان" كان أكثرهم حملًا لـ الهم، وهو ما بدا ظاهرًا في مظهره وذقنه العثة الطويلة، رغم أنه في الثلاثينات من عمره، كما في استعداده للكلام كمن يستغيث بواحة للبوح، أو كمن ينطبق عليه المثل "الغريق يتعلق بقشة". ملابس وأغطية وفرشات منشورة على ممرات المدرسة، التي أصبحت مأوىً لأكثر من ستين عائلة نازحة، بينما بدأت تفرغ من نازحيها وسكانها خلال الأسبوع الأخير، نظرًا لتحصيلهم تعويضات من جهات داعمة أو إيجاد مساكن للإيجار أو استصلاح ما تدمر ما بيوتهم في حال كان التدمير جزئيًا. تهديد بالطرد 11094003_951320714878836_1251223602_n مدرسة الرمال للاجئين التابعة لوكالة الغوث " الأونروا" غرب غزة، تحتوي 8 عائلات فقط من جملة من نزحوا إليها خلال الحرب، ومن المفترض أن يتم تفريغهم خلال يومين، إلا أن شيئًا من هذا لن يحدث بسلام طالما لم نستمع لصرخات سفيان. كالمذعور لملم أولاده أمام البوابة وجلب ابنته الصغرى "رغد" ذات الـخمس سنوات وقال: "هذه رغد اللي تضررت بالحرب، وتحتاج لعملية مستعجلة لمعالجة "حور العين" الذي تعاني منه قبل أن تتفاقم المشكلة لديها، ولا أدري ماذا أفعل ؟!". وتساءل، "ما الذي يمكن لرجل مثلي فعله حين تتقرر عملية لابنته الصغرى غدًا وهو يفتقر لتكاليف علاجها، كما يفتقد لحقوقه كافة وهو الذي فقد بيته، وسيفقد أخيرًا المكان الذي احتضنه –يقصد مدرسة الوكالة-. ويوضح فروانة " انقصف بيتي الواقع شرق حي الزيتون بغزة، في 30 أيلول سبتمبر خلال الحرب بصاروخين زنانة وقذائف مدفعية ما أدى إلى تدميره بالكامل وعدم صلاحيته للسكن، وفررت ناجيًا بحياتي وأولادي إلى مدارس الغوث كما فعل الآلاف خلال الحرب". ويندب حظه ويقول "لم أكن أعرف أنني سأفقد كل شيء، مضيفًا لا أنكر أن الوكالة احتوتنا وقدمت لنا المساعدات وتكفلت بمأكلنا وشرابنا وراعت احتياجاتنا طول الفترة". قبل شهرين ونصف بالضبط حلت اللعنة التي لم أكن أتوقعها، فقد جاء وفد من الـundp لزيارة المدرسة، وقيل لي أني لا أمتلك اسمًا في الكشوفات المسجلة ضمن نازحي المدرسة وأنه ليس هناك ما يثبت تضرري خلال العدوان لدى هذه الجهة، وأصبح الوضع كارثي" يقول سفيان. وأشار أنه يمتلك أوراق من وزارة الأشغال تثبت أنه فقد بيته بتضرر كلي حسب احصائيات وفحص للجنة حقوقية وحكومية مختصة، مضيفًا "لكن الكشوفات تقول غير ذلك، حيث تم اتهامي بحرق منزلي بيدي وهدمه ونفي تضرري بشكل كامل وبالتالي حرماني من حق التعويض أو الإصلاح والإعمار كذلك". مؤامرة 11160233_951321448212096_1879833065_n ولأن الحجة بالدليل كان على فروانة أن يأتي بدليل تضرره وحقه بالأوراق الثبوتية، يقول سفيان، " أخرجت أوراقي كدليل وإذا بها تقف ضدي وكأنها مؤامرة، فالأوراق الثبوتية تحتوي تاريخين أحدهم في الأعلى والآخر في محتوى نص التقرير، وأنه لخطأ مطبعي فان التاريخ العلوي يعود لعام " 2012 " بدلًا من " 2015 "، أما محتوى الورقة فيثبت تضرر فروانة بتاريخ 30/9/2015م. فروانة يعتبرها كارثة بلا شك، كما يُخيل له أنها وشاية ونكاية أو حتى مؤامرة، لكنه بالتأكيد يرى من خلالها أنها وسيلة لإفقاده حقه بالكامل، متسائلًا هذه المرة "كيف للوكالة وللـ undp أن تحتويني بعد اليوم إذا لم يكن لديها إثبات بتضرري، وأن اسمي الذي كنت أوقع به على كل كشوفاتها السابقة قد فقدته قبل شهرين وأوراق الثبوتية غير معترف بها لخطأ مطبعي سبب الخلل". 11169037_951321128212128_81265674_n وتعكف الوكالة حاليًا، بحسب نازحي المدرسة إلى تفريغها وإعادة المدرسة إلى وضعها الطبيعي كمدرسة تعليمية تابعة لها، حيث أفرغت كافة العدد بالتعويض وبدل الايجار وطرق أخرى، فيما سيتبقى 4 منهم لمشاكل خاصة، أصعبها مشكلة سفيان فروانة هذه". الترويسة الختامية التي اختتم بها الشاب سفيان قوله: "بما أنني أفتقد البديل عن مأوى مدرسة الوكالة، كما أفتقد لحقي في التعويض بنظرهم، وابنتي تعاني مشكلة صحية أعجز عن علاجها لقلة ما في اليد، فلو أخرجوني بالقوة لن أخرج من هنا قبل أن يُكفل حقي كمتضرر، و بكل الأحوال لقد أحضرت لترين من البنزين وسأحرق نفسي وأولادي أمامهم".