فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: كشف الضابط في لواء "جولاني" بجيش الاحتلال أفيخاي بارل، عن متاعب جديدة تعرض لها اللواء الذي يخدم فيه خلال العدوان الأخير على قطاع غزة الصيف الماضي، مبينًا، أن جيش الاحتلال كرر نفس أخطاء عدوان عام 2009 الذي كان قد شارك فيه أيضًا، ومتعهدًا بعدم العودة إلى قطاع غزة مرة أخرى.
وقال بارل، إن جيش الاحتلال نقله ورفاقه في كتيبة التدخل التابعة للواء إلى قطاع غزة رغم قلة خبرة عدد منهم، مستخدمًا ناقلة جند من النوع القديم تعطلت خلال الطريق، وجرى إصلاحها على عجل، قبل أن تتعطل مرة أخرى بعد أن علقت في حفرة طينية شرق غزة، حيث بقيت عالقة لعدة ساعات دون أن يكترث أحد.
وأضاف، أن هذا الحال دفعه للنزول من الناقلة رغم تحذيرات القيادة والبحث عن مساعدة، ليعثر على بلدوزر ويحضره لدفع الناقلة، إلا أن ذلك أدى لتحطم قاع الناقلة وانفتاح ثغرة في جسمها.
وأوضح بارل، أنه تابع السير نحو الشجاعية ومعه ستة جنود فقط دون أن يعلم ما جرى لباقي طاقم وحدته، مضيفًا، أنهم كانوا يلتمسون طريقهم في الظلام الدامس.
وبين، أنهم تخطوا بنجاح عدة كمائن وانضموا بسلام لفريقهم، إلا أن خلية من المقاومة اكتشفت أمرهم وأطلقت نحوهم قذيفة هاون أدت لتدمير الناقلة وإصابته وبقية الجنود.
وتناول الضابط كارل خلال حديثه قصة ناقلة الجند التي تم تدميرها في الشجاعية وقتل طاقمها كاملاً، والتي تحدث عنها الإعلام الإسرائيلي كثيرًا خلال الأيام الماضية، معلقًا، أن قصة هذه الناقلة "صورة طبق الأصل" عن قصته مع الناقلة، إلا أن عدد ضحاياها كان أعنف.
واتهم بارل، قيادة الجيش بالفساد والترهل، وبإرساله للقطاع دون حماية، قائلاً، "انصعنا للأوامر كالكلاب المسعورة ودخلنا لعش ثعالب الموت في الشجاعية مع ناقلة يعتريها العفن".
وقال، "لقد نزفنا وانكشفنا وتحولنا لبط في ميدان الرماية .. لا يمكن أن يذهب من قتل من الجنود دون ثمن".
وأكد بارل، أن الجيش ارتكب خلال عدوان 2014 نفس الأخطاء التي ارتكبها خلال عدوان 2009، مشيرًا إلى إعلان الجيش نيته استخلاص العبر مما حدث في العدوان الأخير، ومعتبرًا، أن هذه العبارة تحولت "لشعار فارغ من مضمونة"، وأن قادة الجيش لا يهتمون سوى للرتب، حسب تعبيره.