صمت الزنازين وازدحام المساجين وصوت السلاسل في غرفة مظلمة وسط سرداب الشقاء يسهرون الليالي والدموع بعيونهم لا صوت هنا ولا صوت هناك يتأملون الأغلال يصارعون ابسط الآمال يفكرون بخلع السجن بعد سنين في أقبية النسيان يقلبون الأفكار يسطرون أساطير الصمود دفاعا عن كرامة الوطن واستعادة ترابه وعزه فانتم التحية والأضواء المنيرة التي تنير بأجسادكم وأرواحكم دروب الحرية وعلى الباغي تدور الدوائر...
الأسير عصام فروخ من سكان رام الله والمحكوم بالسجن المؤبد اعتقل بتاريخ 12/7/2003 بسبب التحاقه بكتائب شهداء الأقصى والتصدي لقوات الاحتلال وقيامه بعمليات فدائية وهو الآن قابع في سجن جلبوع.
يعتبر عصام فروخ نموذجا متميزا في النضال فقضى عمره ومنذ إن كان صغيرا في الميادين متنقلا من محافظة إلى محافظة ليشارك أهالي الأسرى في مسيراتهم واعتصاماتهم من اجل حرة أبنائهم وشغل عصام فروخ مدير نادي الأسير في محافظة رام الله وكان احد مؤسسي النادي منذ انطلاقته تاريخ 27/9/1993 كعنوان شعبي وجماهيري لقضية الأسرى كان محبوبا وخدوما وصادقا لقضية الحرية وعدالتها ولكن خلال الاجتياحات الإسرائيلية بالضفة الغربية تصدى لقوات الاحتلال فطورد من مكان إلى مكان لمدة 3 سنوات ليمتزج موقفه الإنساني تجاه الأسرى إلى الموقف الدفاعي عن فلسطين مستمدا قوته من دماء الشهداء وصمود الأسرى حتى وقع في الأسر.
تقول نبيلة فروخ أخت الأسير عصام فروخ التي تشارك الاعتصام الأسبوعي أمام الصليب الأحمر: "إن عصام كان مناضلا حكم عليه بالسجن 7 سنوات ولكن بعد مضي 4 سنوات من حكمه جاءت اعترافات جديدة ضده لترتفع محكوميته إلى المؤبد.
وأضافت فروخ "كان عصام يهتم بالأسرى وذويهم في جميع الميادين أما الآن يهتم بالأسرى ويقودهم داخل ميدانه الجديد داخل غياهب السجون فهو يمتلك الرؤية والأمل بان فجر الحرية سيبزغ يوما ما.
وعصام متزوج وله طفلة واحدة اسمها يافا عمرها 11 عاما، وستكبر يافا لتصبح بعمر مدينة ووالدها ما زال خلف عتمة السجان ولكنه يمثل إرادة أسرى الحرية. تلك حكاية من حكايات فلسطين.
فالسجن حالة إنسانية تلقي بظلالها على جميع المحيطين بالأسير إذ إنها مصيبة أسرية ونازلة شخصية وحدث اجتماعي شائك والسجن كما الموت فقد قسري وغياب جبري وانتزاع مؤلم والسجن شبيه بالقبر والسجين أشبه بالميت في انقطاعه عن أهله.
الالتفاف حول قضية الأسرى والدفاع عنها واجب لكل شريف وضمير حي من اجل توفير الحماية الكاملة لهم من بطش الزنازين، كما ويجب أن تكون قضيتهم من أولويات الجهد الفلسطيني من اجل الإفراج عن جميع المعتقلين من عتمة الزنازين فليت قلمي في ضمير العالم آيات بها يرى الاسارى الطاهرينا؟؟؟