تستعد عائلة الصحافي الفلسطيني، مازن طميزي، من سكان بلدة إذنا غرب الخليل إلى الجنوب من الضفة الغربية المحتلة، لرفع دعوى أمام القضاء الأميركي، للتحقيق وتعويضها عن استشهاد نجلها مازن بقصف أميركي استهدفه وزميله راجح التلاحمة وعددا آخر من المدنيين، أثناء تأديته واجبه الصحافي في العراق عام 2004.
ويوازي الدعوى المكونة من نحو 1500 ورقة، رفع قضية تعويضات أخرى على قناة العربية التابعة لمجموعة MBC، لعدم تعويض العائلة عن استشهاد ابنها أو الاهتمام بها بعد استشهاده.
وقال سعود الطميزي، والد الشهيد مازن، لـ"العربي الجديد" إن "نجلي استشهد أثناء تأديته واجبه الصحافي، وإن فقدان ولدي لا يساوي شيئا، لكن التقصير في قضيته وعدم الاهتمام بالعائلة، خصوصاً من قناة العربية، بعد استشهاده، دفعنا إلى تقديم تلك الدعاوى".
وأشار إلى أنه التقى في دبي مسؤولي إدارة قناة العربية، بعد أربعة أشهر من استشهاد مازن، وتم صرف نفقات السفر فقط، وأن أحد المسؤولين قال له لا توجد تأمينات في الحرب، ولم يتصل بنا أحد منذ أكثر من 10 أعوام.
وأوكلت العائلة المحامي زيد الأيوبي، من سكان رام الله، لرفع الدعوى والدفاع عنها في قضية ابنها مازن، إذ يؤكد الأيوبي في حديثه لـ"العربي الجديد" أن تلك "القضية تمثل اهتمامًا للإعلاميين جميعاً لأنها تتعلق بهم، عدا عن القضية الشخصية لمازن وصديقه راجح التلاحمة".
وسيقوم الأيوبي بإخطار قناة العربية، من خلال مكتبها في رام الله، ومن خلال القنصلية الأميركية في تل أبيب، لحل المشكلة قبل اللجوء إلى المحاكم، لمدة شهر اعتبارًا من يوم الإثنين القادم، على أن تحل بما يليق بمكانة الشهيد ومهنته ودوره والمخاطر التي كان يواجهها في حالة الحرب.
وسيتعاون المحامي الأيوبي مع طاقم من المحامين في الولايات المتحدة الأميركية ودبي، لتحريك الدعوى، في حال عدم استجابة المدعى عليهم، على أمل أن تنتصر تلك القضية التي ربما تصل التعويضات فيها إلى عشرات الملايين من الدولارات.
وبيّن الأيوبي لـ"العربي الجديد" أن العائلة ذهبت إلى دبي لمقابلة مسؤولي قناة العربية، بعد استشهاد نجلها بأربعة أشهر، بدلًا من أن تهتم القناة بهم أو تتصل أو تزورهم، ثم اعتذر لهم رئيس التحرير عن استشهاد ولدهم، وقام بتغطية تكاليف سفر العائلة وإقامتها في دبي فقط، ولم يتحدث عن أي تعويضات، وهو أمر من حق العائلة الحديث عنه.
وفي ما يتعلق بالدعوى التي ستحرك ضد الحكومة الأميركية، فقد أكد الأيوبي أن القصف استهدف صحافيا مدنيا، ولم يكن هناك أية معارك أو وجود أي خطر على حياة الجنود الأميركيين، ثم إن القادة العسكريين الأميركيين اعترفوا بذلك الخطأ، واعتذروا للصحافيين، خلال مؤتمر صحافي وقتها.
محمود السعدي/ العربي الجديد