غزة – قُدس الإخبارية: اتهمت منظمة العفو الدولية فصائل المقاومة المسلحة بارتكاب جرائم حرب خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، من خلال إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على المناطق الإسرائيلية التي يسكنها المدنيون، وفقًا لتقرير أصدرته المنظمة اليوم الخميس.
وقال التقرير، إن الصواريخ وقذائف الهاون التي أطلقتها المقاومة من قطاع غزة باتجاه "إسرائيل" أدت لمقتل ستة مدنيين، إضافة لمقتل 66 جنديًا إسرائيليًا خلال المعارك التي استمرت لـ 50 يومًا، مضيفًا، أن عدم الدقة في إطلاق قذائف الهاون هو جريمة حرب.
وادعى، أن عدم الدقة في إطلاق قذائف الهاون يعتبر جريمة حرب حتى لو كان مطلقوها مدربون، لأن هذه القذائف لا يمكن أن تكون دقيقة في إصابة الأهداف، مضيفًا، أن توجيه قذائف الهاون لأهداف عسكرية داخل تجمعات مدنية يصنف كـ "هجمات عشوائية"، ويدخل في إطار جرائم الحرب لو أدى لقتل مدنيين.
واعتبر التقرير، أن "جرائم الحرب التي ارتكبتها" المقاومة الفلسطينية، لا تبرر الخروقات وجرائم الحرب التي ارتكبها جيش الاحتلال، مطالبًا، بمحاسبة الطرفين على الانتهاكات التي قاموا بها خلال الحرب.
وادعت المنظمة، أن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس استهدفت المدنيين في اسرائيل من خلال التصريحات حول هجماتها.
وزعم التقرير، أن المقاومة ارتكبت جريمة حرب في غزة أيضًا، من خلال قتلها 13 مدنيًا في مخيط الشاطئ بقذيفة هاون، داعية، السلطة الفلسطينية لتوثيق هذه الحوادث والتحقيق فيها.
من جانبها، انتقدت حركة حماس تقرير العفو الدولية، معتبرة، أن التقرير منحاز لـ "إسرائيل" ومارس خلطًا واضحًا في المعلومات بهدف المساواة بين الجلاد والضحية.
كما رأت أن التقرير يمثل محاولة استباقية لضرب الجهود الرامية للتقدم بشكوى فلسطينية إلى محكمة الجنايات الدولية لإدانة قادة الاحتلال وتقديمهم إلى العدالة الدولية على ما ارتكبوه بحق الفلسطينيين، موضحة، أن جرائم الحرب جرائم الحرب لها مواصفات واضحة حسب ميثاق روما، لا تنطبق بأي شكل على ما قامت وتقوم به المقاومة الفلسطينية التي تدافع عن شعبها.
بدوره، رفض القيادي في الجهاد الإسلامي خضر حبيب اتهامات المنظمة الدولية مؤكدًا، أنها لا تمت للواقع بصلة، ومعتبرًا، أن التصريحات تُعطي إشارة واضحة أن تلك المؤسسات الدولية منحازة للرواية الإسرائيلية على حساب الدم الفلسطيني.
وأضاف حبيب، أن فصائل المقاومة تعمل ضمن إطار القانون الدولي الذي يحفظ حق مقاومة الاحتلال، مؤكدًا، أن المقاومة حق مشروع للشعب الفلسطيني.
كما انتقد الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية في غزة محمد البريم تصريحات المنظمة، معلقًا، أن المقاومة الفلسطينية ما وجدت إلا للدفاع عن الشعب الفلسطيني، وهي حق مشروع في ظل واقع الاعتداء والاحتلال الإسرائيلي.
وطالب البريم المنظمة الدولية بالتراجع عن "التصريحات الخبيثة" التي تمس بالشعب الفلسطيني ومقاومته.
يذكر أن العدوان الأخير على قطاع غزة أدى لاستشهاد 2250 فلسطينيا، منهم 1585 من المدنيين، وفقًا للأمم المتحدة.