فلسطين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: لن تمض الانتخابات الإسرائيلية دون أن يتذكر الإسرائيليون العداون الأخير على قطاع غزة والخسائر التي تكبدها جيش الاحتلال، وكيف لا وقد استعرضت حماس صندوقها الأسود في تشرين ثاني الماضي متوعدة بكشف العديد من المفاجآت ما يثير قلق اليمين في أن تنكشف هذه الخفايا قبل الانتخابات وتسقط شعبيته.
المختص في الشؤون الإسرائيلية عطا صباح يبين لـ قُدس الإخبارية، أن العدوان الأخير على قطاع غزة استخدم في الانتخابات الإسرائيلية من قبل معسكر اليمين ومعسكر اليسار، حيث يستخدمها الأول لإظهار فشل سياسات بنيامين نتنياهو الأمنية في القضاء على نظام حكم حماس واجتياح غزة وتصفية فصائل المقاومة الفلسطينية، مشيرا إلى أن اليمين الإسرائيلي المتمثل بحزبي "البيت اليهودي وإسرائيل بيتنا" يحاولان إثبات أن نتنياهو لا يلبي مطالب اليمين بالقضاء على ما يسمونه "بالإرهاب الفلسطيني".
أما فيما يخص معسكر اليسار، فقال صباح أنه يتم استغلال العدوان على قطاع غزة بربط القضايا السياسية بالقضية الأمنية، والمتمثل بضرورة إيجاد حل أمني ومبادرة سياسية يتضمن القضاء على "الإرهاب الفلسطيني" وإقناع العالم بالوقوف مع "إسرائيل" في مواجهة حماس.
الصندوق الأسود لدى حماس
وفيما يخص الصندوق الأسود الذي عرضته حماس ومدى تخوف نتنياهو مما يحتويه، بين صباح أن ذلك يندرج ضمن الدعايات السياسية ولا يعكس حقائق واقعية، وخاصة أن العدوان الذي ينفذه الاحتلال باستمرار على غزة لم يحقق هدفه الرئيسي وهو القضاء على حركات المقاومة بعيدا عن القياسات العسكرية والسياسية،" قد يستغل الليكود تهديدات حماس لتخويف الشارع الإسرائيلي لدفعه لانتخاب اليمين كونه القادر على ردع حماس ومواجهتها".
الصحفي المختص في الشؤون الإسرائيلية محمد أبو علان يرى بدوره، أن العدوان على قطاع غزة استخدم كورقة ضد بنيامين نتنياهو من قبل خصومه السياسيين وحلفائه والذين اعتبروا نتنياهو قد فشل في حربه على غزة وحملوه مسؤولية عدم القضاء على المقاومة في غزة وهزيمتها.
وأوضح علان لـ قُدس الإخبارية، أن حركة حماس وقطاع غزة من أبرز المسائل التي يتداولها المجتمع الإسرائيلي بإعلامه ومسؤوليه، وقال "إن كل الأحزاب والأطياف السياسية الإسرائيلية تؤمن أن حركة حماس مستمرة في تطوير إمكانياتها وقدرتها".
من جانبه، يقول محرر الأخبار العبرية عامر أبو عرفة لـ شبكة قدس، "إن الدم الفلسطيني هو سلعة يستخدمها الاحتلال في دعايته الانتخابية"، مبينا أن الاحتلال ينفذ هجومات وعدوانات مختلفة قبل الانتخابات ليحسن صورته أمام مجتمعه وهو ما ظهر في القصف الأخير على لبنان واستشهاد قادة في حزب الله.
وأشار إلى أن سياسية اليمين والتي يتبناها نتنياهو تعمل على توجيه اهتمامات المجتمع الإسرائيلي إلى القضايا الأمنية والسياسية وخلق خوف مستمر لتبعدهم عن المشاكل الداخلية،" استعرضت وسائل الإعلام العبرية في الأيام الأخيرة تقارير إخبارية أظهرت تخوف نتنياهو من كشف حماس عن مفاجآت قد تؤثر على شعبيته".
واستبعد أبو عرفة قيام حماس بالكشف عن تفاصيل جديدة متعلقة بالعدوان الأخير على قطاع غزة وخسائر الاحتلال وذلك حتى لا تكون سبب في فوز جهة إسرائيلية على أخرى، ولكي لا يلقى اللوم عليها فيما بعد
تبعات الحرب
ويؤكد المحلل عطا صباح أنه في الواقع الإسرائيلي بات يظهر على السطح قضايا أكثر أهمية للإسرائيليين كالمسائل الاقتصادية والاجتماعية، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن القضية الأساسية التي تشغل المجتمع الإسرائيلي وستؤثر على نتيجة التصويت لدى الناخب الإسرائيلي هي أزمة السكن، خاصة أن الانتخابات جاءت في أعقاب معاناة الوسط الإسرائيلي من الأزمة السكنية والتي باتت تهدد وجود الطبقة الوسطى في "إسرائيل".
وأضاف أن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ستتحكم بنتيجة الانتخابات الإسرائيلية هذا العام، وقد تكون سببا في تحقيق الانقلاب على حكم اليمين والليكود وصعود حكم اليسار والوسط إلى سدة الحكم.
ولفت إلى أن القضايا الاقتصادية والاجتماعية تحظى في المرتبة الأولى باهتمامات الإسرائيليين في الانتخابات الحالية يليها القضايا السياسية والأمنية، "يوجد غياب للمسار السياسي في الانتخابات، إلا في بعض البرامج الانتخابية للمعسكر الصهيوني والتي ظهرت مستوى أقل من برامج حزب العمل وحزب هاتنعاه حيث لم يتم ذكر تقسيم مدينة القدس وركز على ضرورة بقاء الكتل الاستيطانية".
معظم استطلاعات الرأي الإسرائيلية أظهرت تراجع حزب الليكود بقيادة نتنياهو للمرتبة الثانية فيما يتقدم المعسكر الصهيوني، ويعلق صباح أن ما يثير قلق مراقبي الانتخابات هو الأصوات العائمة والتي بلغت نسبتها (20)%، مشيرا إلى أن هذه الأصوات لم تحسم قرارها بعد وتنقسم بين مجوعتين، الأولى تقرر من ستنتخب أثناء وقوفها أمام صندوق الاقتراع، فيما ترفض الثانية الاقتراع.
وأكد صباح على أن الأصوات العائمة هي من ستحسم نتيجة الانتخابات في إسرائيل ، مضيفا أن هذه الأصوات ليست من أصحاب الأيديولوجيات بالتالي فقد يمنحون أصواتهم لمعسكري اليسار والوسط.