غزة – قُدس الإخبارية: تسابق سرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي الزمن لإعادة بناء قدراتها العسكرية، عبر شبكة أنفاق قتالية، استعدادًا لمواجهة يعتقد مقاتلوها أنها باتت قريبة.
"الضربة التي لا تميتنا تزيدنا قوة، نحاول استعادة توازننا من جديد والحرب مستمرة"، يقول القيادي الكبير في سرايا القدس أبو البراء متحدثًا من داخل أحد الأنفاق، ومؤكدًا، أن السرايا على أعلى درجة من الجاهزية لأي مواجهة، "لأننا تعودنا أن المحتل يغدر ولا يحترم أي هدنة ولا أي اتفاقات"، كما قال.
طواقم وكالة فرانس برس دخلت إلى أحد أنفاق سرايا القدس معصوبة الأعين، بعد اصطحابها بسيارة مغلقة لمسافة لا تزيد عن نصف ساعة، لتلتقي أبو البراء ويؤكد لها أن الأنفاق من أهم ركائز العمل العسكري خاصة في الحروب، وأن السرايا تملك أنفاقًا أمامية تستخدمها لضرب المحتل بقذائف الهاون، وأخرى للوصول إلى مرابض الصواريخ.
وبينما انشغل عدد من المقاتلين بنقل قذائف من نوع "آر بي جي" في إطار الإعداد لمواجهة الاحتلال، قال أبو البراء إن "لدى سرايا القدس ما يمكن أن يؤلم العدو ويدفعه ثمنًا غاليًا، ويرد على جرائمه بالصواريخ وغيرها"، مؤكدًا، أن تسلح حركة الجهاد اليوم "أكثر كفاءة وقدرة مما كان عليه في الحرب الأخيرة".
ويشدد أبو البراء، على أن حركته تعتمد على إمكانياتها الذاتية في تصنيع أسلحتها وصواريخها وتطويرها، رافضًا تقديم المزيد من التفاصيل أو تحديد عدد مقاتلي سرايا القدس، أو أي تفاصيل عن عدد الأنفاق أو حتى كيفية إنشاء بوابة النفق أو كلفته المادية.
لكن مقاتلي سرايا القدس قالوا إن التنظيم يمتلك شبكة أنفاق بأطوال مختلفة، ولكل نفق عدة مداخل تفاديًا لتعرضه لقصف إسرائيلي، فيما قال مسؤول آخر في السرايا، إن معظم مساحات جدران النفق مكسوة بألواح خرسانية مركبة، وإن سقفه اسمنتي مقوس، وعمقه يزيد عن عشرة أمتار.
ويؤكد أبو البراء، وجود تنسيق وثيق مع الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة وخاصة كتائب القسام، متوعدًا، بأن يجد الاحتلال من المقاومة مالم يره من قبل، ومشددًا، على أن جرائم المحتل لن تسقط بالتقادم، وأن الميدان سيتكلم عن إمكانيات سرايا القدس.
في موقع آخر، يحمل اسم "حطين" ويقع في خانيونس جنوب القطاع، راقبت طواقم الوكالة الفرنسية 200 مقاتل انضموا حديثًا للسرايا، وهم يقدمون عروضًا عسكرية متنوعة كالقفز على حواجز نيران، مرددين هتافات "الموت لإسرائيل، الموت لأمريكا".
ويقول القيادي الآخر في سرايا القدس أبو سيف، إن أعمار هؤلاء المقاتلين تتراوح بين 19-22 عامًا، فيما يقول أحد مدربيهم ويدعى أبو أحمد، إنهم يتلقون علومًا عسكرية متطورة جدًا، مبينًا، أن كل دورة تدريب تستمر ما بين 36 يومًا إلى ستة أشهر، قبل أن يتم فرزهم في وحدات متخصصة مثل وحدات المدفعية والصواريخ والرماية واقتحام المدن.
ويقول تقرير فرانس برس، إن عددًا من مقاتلي السرايا نفذوا قبل أيام مناورة عسكرية بالذخيرة الحية لنموذج اقتحام موقع عسكري، وسط تحليق لمقاتلات إسرائيلية في سماء القطاع.
وشرح القيادي أبو سيف المناورة قائلاً، إنها تهدف لإظهار قدرات عناصر نخبة الاقتحامات في تنفيذ اختراق ومهاجمة مواقع عسكرية حصينة، مضيفًا، "نعد المجاهدين لما يتحتم علينا مواجهته في الأيام المقبلة".
ويؤكد أبو البراء، أن السرايا تمتلك الكثير من الخيارات ولا تعتمد على الأنفاق وحدها، وأنها تستثمر في الإنسان بفكره وعقيدته القتالية، وهو من سيحرر هذه الأرض، على حد تعبيره.
وكانت سريا القدس أعلنت أنها أطلقت خلال الحرب الأخيرة 3249 صاروخًا وقذيفة، من بينها صواريخ "فجر 5" إيرانية الصنع استهدفت بها مدن فلسطينية محتلة، كما استشهد 123 عنصرًا من مقاتليها، خلال أيام الحرب الخمسين.