شبكة قدس الإخبارية

باسل يقدم حياته للوطن ومن فيه يحرمه العلاج

شذى حمّاد

رام الله المحتلة- خاص قدس الإخبارية: نوبة ألم تلو الأخرى تجتاح جسده النحيل، الأصفر، الصغير،  يصفها بأنها سيخا حديد محمي على النار يغرز في جسده، مسببا له هذا الكم من الألم الذي لا ينتهي رغم كل المسكنات والأدوية التي يتناولها.

باسل الصافي (17 عاما) من مخيم دير عمار، أصيب في الرابع من كانون أول برصاصة دمدم خلال مواجهات عنيفة اندلعت في قرية بيتلو شمال غرب مدينة رام الله، لتتفجر الرصاصة في أكثر المناطق حساسية في جسده، لتتفتت عظام حوضه، وينفجر الكولون، ويتضرر المركز العصبي.

كمال الصافي والد الجريح باسل أوضح لـ شبكة قدس، أنه تم إجراء عملية جراحة فورية لباسل لوقف النزيف الداخلي حيث بقي في قسم العناية المكثفة (12) يوما، ثم نقل إلى قسم الجراحة العامة (12) يوما آخرا.

ليخرج باسل من مشفى مجمع فلسطين الطبي، ولم يشفى من جرحه، فحسب الأطباء لا يمكن إجراء عملية جراحية لباسل وخاصة أن الرصاص استقر في منطقة حساسة جدا في جسده، وإجراء عملية له يترتب عليها نتيجتين حتميتين إما فقدانه للحياة وإما إصابته بالشلل.

ويبين كمال أن الأطباء أوصوا لنجله علاج لمدة خمسة أشهر تتضمن تناول الأدوية والمسكنات فقط والعلاج الطبيعي، وخاصة أن مشفى رام الله يفتقر لقسم الأعصاب ولا يمكن باسل المكوث فيه خلال فترة علاجه.

وأشار أنه عمل جاهدا لنقل نجله إلى مستشفى المقاصد كما أوصاه الأطباء، إلا أن التحويلة الطبية استغرقت ثلاثة أسابيع حتى تم إخراجها، لترفضها فيما بعد سلطات الاحتلال بذريعة وجود منع أمني على الجريح وعائلته.

كما وحاولت العائلة إرسال باسل إلى مستشفى في المملكة الأردنية، إلا أن عملية نقل باسل قد تسبب له مضاعفات صحية، حسب ما أخبر الأطباء العائلة.

وأكد كمال على أنه استشار أبرز جراحي الأعصاب في مدينة رام الله، والذين أكدوا على أن حالة باسل تمر عليهم لأول مرة، وقد أرسلوا ملفه الصحي لأطباء إسرائيليين في مشفى تل أبيب لدراسته والبحث عن سبل لتقديم العلاج له.

وأوضح كمال أنه توجه لعدد كبير من المؤسسات الرسمية لكنه لم يستفد شيئا، مشيرا إلى أن المساعدة الوحيدة التي تلقاها كانت من محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام حيث تدخلت في إبقاء باسل أيام عدة في مجمع فلسطين الطبي بعد محاولة إخراجه لعدم توفر العلاج له.

وأشار إلى أنه يشتري دواء باسل على حسابه الشخصي وخاصة أنه مفقود في وزارة الصحة الفلسطينية كما أكياس الكولون، مضيفا أن سعر أقل دواء يتناوله باسل تصل تكلفته (100) شيقل فيما تصل مراجعة الطبيب (200) شيقل، وتصل تكلفة صورة التخطيط والتي يجب أن يجريها بين الفترة والأخرى (350 -800) شيقل.

وقال كمال إن جرح باسل يسبب له آلاما كبيرة في الليل والنهار، فهو ليس جرح بسيط يندمل مع الأيام، مبينا أن نجله لا يستطيع التحرك والمشي بسهولة ويتم نقله عبر كرسي متحرك.

وأضح أن باسل خرج من المدرسة قبل عامين لمساعدته في إعالة الأسرة المكونة من (10) أفراد، حيث يعمل  باسل في أحد المحال التجارية في قرية بيتللو.

وعلق، "أنا بحاجة أن تقف بجانبي المؤسسات الرسمية والحكومية، فأنا لا استطيع أن أعيل (10) أفراد وأن أواصل تقديم العلاج لباسل والذي تضاهي مصاريفه إعالة أسرة كاملة"، مضيفا، "باسل وكل الجرحى من حقهم أن يقدم لهم أفضل العلاج وخاصة أنهم أصيبوا خلال دفاعهم عن الوطن وأداء واجبهم تجاهه".

وتساءل كمال، لماذا على باسل أن يفقد حياته أو يصاب بشلل في ظل هذا التباطئ والإهمال من المؤسسات الحكومية؟، وقال،" باسل قدم حياته من أجل الوطن، ومن في الوطن يستكثرون التقديم العلاج له".