توقع مختصان في الشأن الإسرائيلي، ألا تقوم مواجهة مفتوحة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله، مشيران أن الطرفان غير معنيان بالتصعيد، لظروف سياسية وإقليمية خاصة بالطرفين.
وأكد المحلل السياسي باسم أبو العطايا لـ "قدس"، أن الرد الإسرائيلي على ضرب حزب الله لقافلة عسكرية سيبقى محدودًا، طالما لم تعلن عن عدد قتلى يؤهلها لخوض مواجهة أقوى.
واعتبر أبو العطايا أن رد حزب الله على عملية القنيطرة، "منطقي وعقلاني" ولا يسمح بتصاعد الأمور، كما أنه استهدف قافلة عسكرية وليست ضربة مدنية، وهو ما يسمح ببقاء الأمور في إطار الرد العادي.
وأضاف أن إعلان الاحتلال عن عدد قتلى محدود ومخالف لما أعلنته لبنان، واتخاذ خطوات محدودة كالتقدم نحو السواحل اللبنانية وقصف بعض المناطق غير المستهدفة يشير إلى رغبة الاحتلال بتهدئة الجبهة الداخلية وبقاء الأمور على حالها دون تصعيد.
وأوضح أبو العطايا أن دولة الاحتلال تعيش مرحلة انتخابية كانت فيها خلافات بين الأحزاب على تنفيذ عملية القنيطرة، التي استغلها نتنياهو للبقاء في الحكومة، فيما ترفض الأحزاب الأخرى إدخال الأمن في القضايا الانتخابية.
وحول تصريحات نتنياهو التي قال فيها أن الجبهة جاهزة لأي تصعيد، قال أبو العطايا أن الجيش هو من يقرر وليس رئيس الحكومة وبالتالي تصريحات نتنياهو ما هي جعجعة إعلامية.
واعتبر أن رد حزب الله واستهدافه للقافلة العسكرية بمزارع شبعا تأتي في إطار الاحتفاظ بماء وجهه والبقاء على مكانته ومصداقيته كحزب مقاوم له وزنه.
وأفاد أبو العطايا أنه بالرغم من تحفظ الطرفان على تصعيد الجبهات إلا أن حزب الله سيخوض الحرب بحذافيرها لو فرضت عليه بقرار مجنون ومتهور من نتنياهو وهذا السيناريو الأبعد.
من جهته أكد المحلل السياسي صلاح النعامي لـ "قدس"، أنه لا يوجد مصلحة لدى إسرائيل وحزب الله بخوض معركة مفتوحة، مشيرًا أنها لا ترتقى إلى اعتبارها حربًا أو حتى مواجهة.
وأوضح أن ما قامت به حزب الله جاء في إطار الرد الطبيعي على حادثة اغتيال قادتها في استهداف قادتها بالقنيطرة بسوريا، هدفها الرد على العملية لا إعلان بدء حرب في المنطقة الجميع يتجنبها.
وأشار النعامي أن حسابات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قد خانته هذه المرة، فقراره باستهداف قادة لحزب الله كان مبني على ثقة عدم الرد المقابل، مشيرًا أن رد حزب الله اليوم كان غير متوقع من الدرجة الأولى على الرغم من اتخاذ الاحتلال احتياطات أمنية.
وحول تأكيد عدم نية الاحتلال بتصعيد الأمور قال النعامي إن الجبهة الداخلية للاحتلال غير معنية بحرب قادمة، كما أنها غير متماسكة، ولم تشفى بعد مما حصل لها في غزة، مضيفًا أن حالة الانتخابات التي تخوضها دولة الاحتلال تجعل الحرب الخيار الأبعد في هذه اللحظات.
وقال النعامي إنه في حال حصلت مواجهة بين الطرفين فلن تخرج عن كونها مواجهة محدودة، وإلا ستخلط الأوراق لنتنياهو عشية الانتخابات.
كما أكد المحللان السياسيان أن التوقعات بهذا الخصوص تبقى مسألة حساسة ولا شيء متوقع تمامًا، مشيران أنه برغم كافة التوقعات التي تقول بعدم رغبة الطرفان ومصالحهما بخوض حرب إلا أنه قد يحصل غير المتوقع، وأن التوقعات غير محسوبة بالورقة والقلم.



