غزة – خاص قُدس الإخبارية: كونك فلسطيني فإنك تحمل همّ قضية ورسالة يجب أن تصل الى كُل العالم، حتى وإن كنت محاصرًا منذ 8 سنوات عشت فيها أقسى 3 حروب، وكذلك ممنوعاً من السفر ومخاطبة العالم، إلا أنه لا شيء يعجز صاحب الرسالة عن رسالته.
كان القلم والورقة الوسيلة الوحيدة التي امتلكها محمد عرفات (23 عامًا) خريج قسم اللغة الانجليزية في الجامعة الإسلامية، حيث استطاع بعد تخرجه نشر روايته الخاصة باللغة الانجليزية "لازلت أعيش هناك" - "Still Living There".
بطل الرواية هو "رمزي" شاب فلسطيني في العشرينيات من عمره، يحمل نفس اسمه صديق له فقده في إحدى الحروب، أحب وطنه وتراب وطنه، ورفض الزواج حتى يحقق حلمه الأكبر "تحرير فلسطين"، ثم تبدأ سلسلة معاناته التي يرسمها الكاتب في رحلة الهجرة الطويلة.
[caption id="attachment_57909" align="alignleft" width="327"] غلاف الرواية[/caption]يعيش رمزي مأساة الهجرة الفلسطينية التي حدثت في عام 1948م، ويرسم الكاتب في سير أحداث الرواية تكرار مأساة الهجرة التي حدثت في حرب العصف المأكول في غزة قبل شهور بقصة حقيقية، مؤكداً على أن سياسة الاحتلال لم تتغير وأن التاريخ يعيد نفسه.
لم يكتفِ الكاتب بطرح قضية الهجرة واللاجئين ولكن أشار الى قضية القدس، حيث يسجن رمزي بسبب عمله في المقاومة ويرحل الى القدس مجبراً، فيصّور الكاتب جمال القدس من جهة ومعاناة المقدسيين بسبب الاحتلال الإسرائيلي .
في نهاية الرواية يخُط الكاتب رحلة العودة إلى "يافا" الحلم المنتظر لكُل فلسطيني، ويصور كذلك وصول البطل إلى منزله القديم الذي سكنه الإسرائيليون، ليجد طفلاً اسرائيليًا يخبره رمزي بقصة الهجرة والتشرد فيبكي الطفل من الحقيقة التي علم بها ولكن على عكس المتوقع من أن تكون نهاية سعيدة، يقتل رمزي صباح اليوم التالي على يد والد الطفل الاسرائيلي .
الانتماء الى الأرض والخوف على القضية من النسيان من اللاجئين أنفسهم وقرب تحقق اهداف الاحتلال كان الدافع لمحمد كتابة هذه الرواية، التي تمنى أن ينشرها في ذكرى النكبة 15 مايو 1948 ولكن لم يحالفه الحظ في ايجاد ناشر .
ويقول محمد "كتبت الرواية بالانجليزية علّ صوتنا يصل إلى العالم الغربي الذي بيده حل العقدة" ويضيف، "هناك أناس لا يعلمون شيئاً عن الحقيقة المُرة التي نعايشها حتى اليوم، فعلينا الوصول اليهم بكافة الطرق".
ويؤكد أن القضية الفلسطينية جزء لا يتجزأ من حياتنا ككتاب ويقول كذلك "كانت وما زالت القضية على سُلم أولويتنا، فإن القلم مقاومة".
نشرت الرواية في أمريكا ولكن لم تنشر بعد في غزة بسبب الحصار وصعوبة إرسال نسخ منها إلى غزة، ويأمل محمد وصول عدد من النسخ في الوقت القريب إن تحسنت الأحوال.
وحول خطوته القادمة في مجال الكتابة يقول محمد، "أكتب رواية عن الحُب والحرب، ستحمل الرواية معاناة الشباب والفتيات في غزة ".
[caption id="attachment_57910" align="alignnone" width="450"] الرواية يحملها صديق كاتبها الأمريكي الجنسية حيث لم تصل لغزة حتى الآن[/caption]