خاص شبكة قدس: "بهرب من عزرين بلاقيه قباض الأرواح" مثل فلسطيني بات واقع اللاجئين الذين خرجوا هربا من الموت في الأحداث ادامية في سوريا، ونجوا بمعجزة من الغرق في المياه الإقليمية القبرصية، ليسقطوا فرائس سهلة بين أيدي مافيا التهريب في قبرص.
رئيس الاتحاد العام للطلبة الفلسطينيين حاتم دوابشة يروي لـ شبكة قدس، أنه قبل شهرين وصل للمياه الإقليمية سفينة تحمل (341) مهاجرا فلسطينيا قادما من سوريا، مبينا أن الحكومة القبرصية أنقذتهم من غرق محتم عن طريق خفر السواحل مطبقا قانون دولته الذي ينص على إنقاذ أي مهاجر غير شرعي.
وأضاف أنه تم تقديم الإسعافات الأولية اللازمة للمهاجرين، ونظمت الحكومة لهم استقبالا أوليا ونقلتهم إلى أحد أحياء مدينة نيقوسيا، مشيرا لجهود تطوعية كبيرة بذلت من جهات عديدة في قبرص لمساعدة اللاجئين تقدسيا لأنهم فلسطينيين، إضافة لجهود متواضعة من الجالية الفلسطينية.
وأوضح أنه كان طموح اللاجئين أنه فور وصلوهم لقبرص الانتقال لأي دولة أوروبية وهو ما يخالف قانون الاتحاد الأوروبي، حيث ينص القانون على بقائهم في قبرص حتى استقرار الأوضاع في سوريا وتمكنهم من العودة إليها.
ومن هنا بدأ فصل جديد مؤلم في حياة اللاجئين الفلسطينيين المتعلقين في قشة في واقع من المحال تحقيق ما يسعون إليه، فيبين دوابشة أنهم أصبحوا يحاولون باستمرار الوصول إلى الحدود الشمالية ومحاولة اجتيازها وصولا إلى تركيا إلا أن محاولاتهم باءت في الفصل.
"تراكمت مأساتهم وخسروا الكثير من أموالهم ووجدتهم عصابات المافيا فريسة سهلة لتنصب عليها وتسرق أموالها"، مضيفا أنه سوري كرد دخل إلى الحي الذي يعيش به اللاجئين وأوهمهم أنه قادر على تهريبهم من قبرص وجمع منهم مبلغا بقيمة (297) ألف يورو.
توارى المهرب عن الأنظار فيما وقع اللاجئين في شباك الحكومة القبرصية من جديد، حيث خضعوا للتحقيق للوصول إلى المهرب، إلا أن المافيا ضغطت عليهم وأجبرتهم على سحب اعترافاتهم.
وبين الدوابشة أن أحد الشبان وجد مقتولا قبل أيام في ظروف غامضة والاحتمالات مرشحة أنه انتحر أو قتل على أيدي أحد المهربين خوفا من كشف أمره، والاحتمال الثاني هو المرجح بقوة.
وأضاف أن الحكومة القبرصية تجري تحقيقا واسعا على مقتل الشاب، فارضة تعتيما كبيرا على تفاصيله وحيثياته خوفا من تصعد الأمور، في حين فرضت إجراءات أمنية مشددة على الحي الذي يتجمع به اللاجئين الفلسطينيين وتمنع من هم من خارج الحي من دخوله.
وعن جهود السفارة الفلسطينية، أوضح دوابشة أن السلطة الفلسطينية تتحمل تفاقم الأوضاع وخاصة أن السفارة قابلتهم مرة واحد فقط ولا يوجد لها أي متابعات لقضيتهم، مؤكدا على أن حل مشكلة اللاجئين في قبرص متعلقة بقرار ودور سياسي يجب أن تقوم به السلطة.
وأكد على أن اللاجئين يعيشون في أوضاع اجتماعية مزرية، فالحكومة تقدم لهم الطعام والدواء فقط، إضافة لمساعدات متواضعة من الشارع القبرصي، مشيرا إلى أن اللاجئين باعوا كل ممتلكاتهم لسفر إلى أوروبا وأموالهم باتت تنفذ بسبب عمليات النصب التي يتعرضون لها من قبل عصابات التهريب.