شبكة قدس الإخبارية

زياد أبوعين .. رمز للمقاومة المسلحة والمقاومة الشعبية

هيئة التحرير

رام الله – قُدس الإخبارية: ارتقى اعضو المجلس الثوري لحركة فتح زياد أبوعين شهيدًا، خلال مسيرة للمقاومة الشعبية في بلدة ترمسعيا شمال شرق رام الله الأربعاء، ليتوج بذلك مسيرة حياته النضالية في العملين المسلح والشعبي، بدأت منذ سبعينات القرن المنصرم.

وتعرض أبوعين للاعتقال لأكثر (11 عامًا) على عدة فترات، وذلك على خلفية نشاطاته في المقاومة المسلحة مع منظمة التحرير، وقد تم اعتقاله لأول مرة عام 1977، ثم اعتقل للمرة الثانية عام 1979 في الولايات المتحدة بعد مطاردته من قبل الموساد الإسرائيلي، على خلفية مشاركته في العمل المقاوم.

وقررت الولايات المتحدة تسليم أبوعين لسلطات الاحتلال، ليخوض إضرابًا عن الطعام منعت خلالها السلطات الأمريكية طبيب الصليب الأحمر من مقابلته، وخرجت مظاهرات في عواصم عديدة رفضًا لتسليمه، إلا أن الولايات المتحدة أصرت على قرارها ونفذته عام 1981، ليكون بذلك أول أسير يسلمه الأمريكيون للاحتلال.

وحكم أبوعين بالسجن المؤبد عام 1982 رغم عدم اعترافه خلال التحقيق بأي من التهم الموجهة إليه، قبل أن يتم الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل للأسرى بين المقاومة والاحتلال عام 1983، إلا أن قوات الاحتلال اختطفته خلال عملية التبادل محاولة إبعاده، ما تسبب بأزمة كبيرة بين المنظمة والاحتلال تأجل على إثرها تنفيذ الصفة.

أصر أبوعين على رفض الإبعاد والبقاء في فلسطين، وحضر رئيس الصليب الأحمر للقاء رئيس وزراء الاحتلال اسحاق رابين محاولا إنهاء الأزمة، قبل أن يتوجه الصليب إلى مجلس حقوق الإنسان لاستصدار قرار من مجلس حقوق الإنسان بالإفراج عن أبوعين وإبقائه في فلسطين، وقد تم ذلك بإجماع دولي عدا الولايات المتحدة.

خضع الاحتلال للإرادة الدولية وأفرج عن أبوعين مع إبقائه في فلسطين، إلا أنه لم ينعم بالحرية طويلاً، فكان أول أسير يعاد اعتقاله بعد سياسة القبضة الحديدية الإسرائيلية عام 1985، وقد تم اعتقاله آنذاك بأمر مباشر من رابين، ثم أفرج عنه وأعيد اعتقاله بعد ذلك مرات عديدة بأوامر إدارية كان آخرها عام 2002.

وشغل أبوعين منصب عضو إتحاد الصناعيين الفلسطينيين عام 1991، ومدير عام هيئة الرقابة العامة لمحاربة الفساد وتقييم أداء السلطة الفلسطينية عام 1994، كما شغل منصب ورئيس رابطة مقاتلي الثورة القدامى عام 1996، ثم تولى منصب وكيل وزارة شؤون الاسرى والمحررين عام 2003.

قبل ثلاثة أشهر أصدر الرئيس قرارًا بتعيين أبوعين رئيسًا للجنة مقاومة الجدار والاستيطان في منظمة التحرير برتبة وزير، ويوم أمس كتب على صفحته الشخصية عبر فيسبوك داعيًا للمشاركة في مسيرة لزراعة أشتال الزيتون في ترمسعيا، قائلاً إن هذا اليوم سيكون يومًا للسواعد الوطنية الفلسطينية.

وخلال مسيرة اليوم، اعتدى جنود الاحتلال بأعقاب بنادقهم على أبوعين، وأطلقوا الغاز المسيل للدموع بكثافة، ثم منعوا نقله لتلقي العلاج، ليرتقي شهيدًا متأثرًا بإصابته، ومن المفترض إجراء تشريح لجثمانه بمشاركة طبيبين شرعيين أردنيين في معهد أبوكبير بأبوديس غدًا.

والشهيد أبوعين لاجئ أصله من قرية دير طريف في الرملة بالداخل المحتل، وقد ولد عام 1959، وله أربعة أبناء بينهم فتاة.

10689632_818026238274279_8215133343494213419_n

10822515_880521275315663_818760858_n