شبكة قدس الإخبارية

يجب حل الحكومة .. البطش: لسنا ضد دولة على حدود 67 ولكن..

هيئة التحرير

خاص- قدس الإخبارية- عز الدين الأخرس وعمر زين الدين: كما في الحروب السابقة، كانت حركة الجهاد الإسلامي أحد أعمدة الصمود الفلسطيني ووجهت لجيش الاحتلال ضربات قاصمة، وخلال العدوان الأخير كشفت الحركة عن أساليب قتال وأسلحة جديدة ومتطورة، ثم شاركت في الوفد الفلسطيني الموحد الذي تم تشكيله لبحث التهدئة من خلال المفاوضات غير المباشرة.

شبكة قدس الإخبارية التقت القيادي في الحركة خالد البطش، وحاورته حول عدد من الملفات الساخنة على الساحة الفلسطينية.

[caption id="attachment_55064" align="aligncenter" width="500"]شبكة قدس تحاور القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش حول وقف الجهاد من مستقبل الدولة والمصالحة وردها على خروقات الاحتلال شبكة قدس تحاور القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش حول وقف الجهاد من مستقبل الدولة والمصالحة وردها على خروقات الاحتلال/ عدسة: إبراهيم مقبل[/caption]

نص المقابلة:

كيف ترون الوضع الآن بعد العدوان الأخير وتأخر المفاوضات واستمرار الخروقات الإسرائيلية للتهدئة؟

نحن شعب تحت الاحتلال وموازين القوى حتى هذه اللحظة لصالح "إسرائيل"، ولو كانت موازين القوى لصالحنا لما بقيت "إسرائيل" في القدس والضفة وغزة ساعة واحدة،

ومنذ أن ضاعت فلسطين عام 1948م يواصل الاحتلال هجومه على الشعب الفلسطيني والمنطقة العربية كلها، لكي يكمل احتلال فلسطين أولاً، وليفرض على باقي المنطقة هيمنة وحتى لا يقدم تنازلات في فلسطين، وحتى إذا ما حصل تعديل على موازيين القوى تكون التنازلات خارج الصندوق.

لذلك تراه يهاجم سوريا، مصر، لبنان، تونس، يرسم سياسات على قاعدة الاحتفاظ على فلسطين والمناورة لما بعد فلسطين.

خلال العدوان الأخير، شعر العدو بالعجز ولم يستطع فرض شروطه وأجندته، وقد صمد شعبنا رغم ضرواة المعركة، وكان مقتل العدو في الحرب البرية التي قاتلت فيها فصائل المقاومة وأذلت قادة النخبة.

وعلى عكس ما رأي المراقبون أن هذه الحرب من المفترض أن يؤدب بها المقاومة ويضعف شوكتها، ثم يأتي لكي يحتل غزة ويسلمها لجهة دولية ثم تسلم بعد ذلك للجامعة العربية أو طرف عربي ثم يأتوا بمن يحكم غزة على طريقتهم. وهذا كله فشل بصمود الشعب الفلسطيني.

نسجل شكرنا للرعاية المصرية وحرصها على حقن الدم، رغم تأخرها ونشكرها مرة أخرى، وعند وقف اطلاق النار شعر العدو أنه لم يحقق ما أراد بالمعركة لذا أراد أن يحقق ذلك بالسياسة بالمفاوضات بالبطء في إعادة الاعمار، تعطيل عمل المعابر وخروقات من هنا وهناك على خط الهدنة وسياج غزة 48 شرق غزة.

وهذه ليست المعركة الفاصلة، وهي انتهت لها ما لها، وبالتالي سيستمر العدو في الخروقات وعلينا الاستمرار في الرد على خروقاته. احنا مش أمم متحدة لا بد أن تكون هناك جاهزية مستمرة للرد على الخروقات، هذا العدو سيواصل خروقاته وانتهاكاته ليثبت أنه هو المنتصر وأن له اليد العليا وليست للمقاومة.

ما هي الخطوات التي ستنفذونها في هذا السياق؟

ينبغي أن تكون الردود فورية على الخروقات الإسرائيلية، يجب ألا تؤجل، أدعو لعدم تأجيلها، الخرق يقابله رد بحجمه، حتى لا يتجرأ العدو.

نحن حركة قادرة على الفعل، وسنقوم بالتنسيق مع كتائب القسام للرد على خروقات الاحتلال، لأن تأجيل الرد على العدو قد يعطى رسالة خطأ للعدو الصهيوني، وعلى العدو أن يتوقع الردود على خروقاته في المرحلة القادمة.

ما هو موقفكم من تأجيل موعد المفاوضات غير مباشرة؟

هناك طرف مصري راعٍ لاتفاق إطلاق النار، وبالتالي هو الذي عليه أن يدعونا لاستكمال الاتفاقيات وجاهزون في كل لحظة لذلك، وهناك قضايا يجب أن تنجز، وإنجازات يجب أن تتلاءم مع صمود شعبنا وتضحياته، ونحن ننتظر أن تدعونا مصر لاستكمال المباحثات، فالمصريون لم يدعونا نظرًا لظروف أمنية لديهم.

وما هي الأجندة؟

استكمال فتح المعابر والتأكد من ساعات عمل المعابر القطاع مع الضفة، باعتبار "إسرائيل" دولة احتلال حسب القانون الدولي وبالتالي فهي مسؤولة قانونيًا عن قطاع غزة وبالتالي ضمان فتح المعابر الخمسة مع الضفة وحتى مع الكيان.

سنبحث كذلك الخروقات المستمرة، والأسرى الذين يجب أن يخرجوا، بالإضافة لمعابر أخرى للشعب الفلسطيني غير معبر رفح "ينبغي أن نعمل على إنشاء ميناء ومطار"، إعادة اعمار مطار "عرفات" وتشغيل الميناء وهي من حقوق الشعب.

في الحالات الدولية وتاريخ الاحتلال بالعالم لا يوجد هدم للمطارات وتدمير للموانئ من قبل المحتل لخصوصيتها.

ماذا حققت المقاومة من الحرب؟

"لم تبدأ المقاومة الهجوم، لذا من يسأل بماذا خرجت المقاومة من المعركة هو عدو كذلك، وعليه أن يسأل ماذا حققت المقاومة لحفظ المشروع وإحباط المشروع الصهيوني بالعدوان والهجوم باحتلال غزة واعتقال قادة المقاومة، مع عدم تغيير الواقع بغزة.

اتفقنا على شيء وتم تطبيق شيء آخر بمسؤولية أكتر من طرف، ومنها الأمم المتحدة التي وضعت خطة بديلة عن فتح المعابر الخمسة، وكان مفترض فتحها مع الضفة والكيان وإدخال مواد الاعمار بسرعة لغزة وهذا ما ورد في وقف إطلاق النار.

السيد روبرت سيري اتفق مع الحمد لله والكيان على وضع خطة بديلة تسمى آليات، وهي لا تتناسب مع الدمار بغزة، وهذه الاليات بطأت العمل ووضعت قيودًا عليه. وبالتالي بقي الحال كما هو وأسوا، المجتمع الدولي شريك بالحصار، كما تتحمل السلطة المسؤولية بقبول هذه الآليات البديلة.

طالبنا كفصائل وكحركة الجهاد الإسلامي بالعودة للاتفاق وفتح المعابر لا الحصول فقط على مواد بناء بهذه الآلية.

لقد أبلغنا الأمم المتحدة عبر موظفيها في غزة رفضنا للآليات وطلبنا العودة لتطبيق الاتفاق، لأن ذلك ينسف الجهود ويضع احتمال العودة للاقتتال بسبب خطة هزيلة بديلة قبلت بها السلطة.

كيف كانت الأجواء في مفاوضات القاهرة كما عايشتها؟

العلاقة كانت بالوفد الموحد أشبه بفريق واحد، والخلافات لا تذكر، كما أن العلاقة بين الأحمد وأبو مرزوق كانت بأفضل مستوياتها، لكن الحديث عن فريق عمل واجتهادات وآراء دون سجالات تهدد الفريق أو الاتفاق، الفريق الموحد شكل سابقة أولى في تارخ العمل الفلسطيني بامتزاج فريق السلطة مع فريق المقاومة ضمن فريق عمل واحد.

كيف ترون مصير حكومة التوافق؟

عمل حكومة الوفاق ينتهي بتاريخ 2/12، ومن المفترض انتهاء حكمها وتحديد موعد انتخابات، لكن الحرب أتت وجاء خلل أو فجوة، فراغ ونحن نتحدث عن شهرين تقريبا.

يجب أن ننتهي من حكومة الوفاق الوطني ويجب أن يكون هناك حكومة وحدة وطنية، وقد لا تشارك الجهاد بالحكومة، ويجب أن تنتهي هذه الحكومة لأنها عاجزة للأسف عن أداء التزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني.

الحكومة أسست لخلاف في قضية الموظفين وفي قضية الإعمار ولم تضطلع بمهامها حيال التفجيرات التي جرت بغزة.

لماذا لم تأتي الحكومة إلى غزة فور حدوث إشكالية التفجيرات، ولماذا انحازت إلى طرف دون غيره رغم أنها حكومة توافق لا تضم أشخاصًا حزبيين، فلو أنها أصدرت قرارًا بالتحقيق لكانت حققت المطلوب منها.

لذا على الرئيس الإسراع بالانتخابات أو تشكيل حكومة وحدة جديدة لحين اجراء انتخابات

كيف تعلقون على القول بأنه تم تعطيل عمل الحكومة لوجود حكومة ظل من حماس؟

سرد الأمور بهذا السياق هو استدعاء لأزمة، جدلية حكومة الظل أمر غير صحيح، فإن كان اعتقاد حكومة التوافق أنها يجب أن تقصي كل الموظفين الذين عينتهم الحكومة السابقة ولا تعتبرهم موظفين لديها يكون هناك حكومة ظل، ولكن إن تعاملت معهم على أنهم أبناء شعب واحد لديهم حقوق ستنتهي المشكلة، فهي حكومة توافق جاءت بهدف حل مشكلة لا لتؤسس لمشاكل جديدة، اللجنة جاءت لتسكين الناس وهيكلة وإعطاء حقوق والتعديلات الإدارية غير الواضحة

للخروج من هذه الأزمة يجب تشكيل حكومة وحدة وطنية والتوجه للانتخابات.

هل ستشاركون كحركة الجهاد الاسلامي في الانتخابات المقبلة؟

بالحديث عن الانتخابات، لا يزال موضوع ترشح حركة الجهاد للانتخابات التشريعية غير مطروح حاليا ولا يوجد قرار حاسم، لكنها ستشارك في انتخابات المجلس الوطني التابع لمنظمة التحرير

علاقاتكم مع الفصائل الفلسطينية ؟

العلاقة مع جميع القوى والفصائل بما فيها فتح طيبة، والعلاقة مع حماس تتطور باتجاه الأفضل ونرنو لمشروع وطني إسلامي واحد والأهداف ميدانية وسياسية.

كيف تنظرون للأحداث في القدس والضفة؟ وهل لديكم سعي لتطوير شكل العمليات في القدس؟

نحن نشهد محاولة إسرائيلية لفرض سيادة كاملة وفرض منطق التهويد والتقسيم للقدس ليصبحوا شركاء فيها والشعب الفلسطيني قال كلمته وخرج أبناء القدس بعمليات بطولية عبرت عن نفسها دون فصيل معين.

مطلوب استمرار العمليات البطولية في القدس والضفة، بالإضافة للدعم السياسي والتحرك الدبلوماسي من الدول العربية لوقف الانتهاكات واستخدام كل مفاعيل القوى والمؤسسات العالمية ومنظمات يجب تفعيلها.

شكل المقاومة بالضفة والقدس يحدده أبناء القدس والضفة ونقبل به جميعا ما دام له نتائج ووقف تهويد، ويجب عدم قطع الطريق على تصاعد العمل المقاوم.

ما هو حجم التحديات التي تواجهها حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية؟

اتفاق القاهرة جرم التنسيق الأمني لأنه خدمة للعدو، الجميع وقع على إدانته وهو بنهاية المطاف لا يخدم سوى العدو، التحديات التي تواجهها حركة الجهاد كبيرة بسبب اعتقال أبنائها بالضفة وملاحقتهم، وبسبب السيطرة الأمنية على الضفة وتضييق نطاق الحريات.

نتمنى تحقيق كلمات عباس بوقف التنسيق الأمني وأن يصدر تعليماته بذلك.

هل ستدعمون توجه الرئيس الفلسطيني إلى الأمم المتحدة لتحديد جدول زمني لإنهاء الاحتلال؟

لن نكون عائقًا أمام استرداد أي شيء من أرض فلسطين، واالجهاد ليس ضد دولة على حدود 1967 باعتبارها خطوة لاسترداد باقي الأرض بكل فلسطين التاريخية.

الإشكالية الكبرى تكمن في أنها حتى لو تمت على الورق كيف ستتم على الأرض وهناك مستوطنون يسكنون في الأراضي المحتلة، دعونا نرى ماذا سيفعل أبو مازن، لكن الجهاد لا تقبل بحل يعطي إسرائيل شرعية في فلسطين، أيضًا كيف لنا أن نقبل دولة على حدود 1967 مقابل الاعتراف بدولة إسرائيل، هذا يعني الاعتراف بملكيتهم لأراضي 1948.

ماذا عن علاقتكم بإيران والدول العربية؟

الجهاد تقيم علاقة مع أي دولة بمدى قربها لقضية فلسطين، نحن وحماس علاقتنا بإيران قوية وهي دعمتنا معا بالصواريخ والتدريبات، وكل دولة تساعد فلسطين أهلا وسهلا بها.

وبعيدًا عن التجاذبات السياسية لأي بلد مع الآخر، نحن منحازون فقط للشعب الفلسطيني ويهمنا حفظ لاجئينا والابتعاد عن الملفات الدولية الداخلية، ونؤكد أن حماس لم تتورط في أي قضايا داخل الدول العربية، رغم أنها تعتبر امتدادًا للأخوان المسلمين، إلا أنها بريئة من كل التهم وقد تعرضت للظلم من الإعلام المصري.

الطرف المصري حادثنا هذه المرة دوننا عن حماس، رغم أنهم بالعادة كانوا يشركوا حماس وهذا ليس تجاوزًا بل نظرًا للظروف الأمنية، وعلى أي حال نحن نرفض استمرار إغلاق معبر رفح برغم الأوضاع في سيناء والتي نقدرها، ولا بد من البحث عن آلية أخرى.