شبكة قدس الإخبارية

كيف تفاعل الإسرائيليون وإعلامهم مع تبرئة مبارك؟

هيئة التحرير

اختلفت الشخصيات والصحف العبرية اليوم الأحد في طريقة تفاعلهم مع موضوع تبرئة الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك التي شغلت الرأي العام العربي والعالمي أمس في أكبر وأكثر محاكمات القرن إثارة.

فقد أصدرت النيابة العامة المصرية أمس حكمها ببراءة الرئيس المخلوع مبارك ونجليه ووزير داخليته ومساعديه من التهم الموجه إليهم بالفساد وتعمد قتل المتظاهرين في ميدان التحرير وغيره من الميادين إبان الثورة المصرية الأولى عام 2012.

[caption id="attachment_54972" align="alignleft" width="300"]بن أليعازر يهنئ صديقه الحميم ببراءته بن أليعازر يهنئ صديقه الحميم ببراءته[/caption]

صديقه الإسرائيلي الحميم

وزير جيش الاحتلال الأسبق "بنيامين بن أليعازر" قال في مقابلة مع موقع ""نيوز وان" العبري إن "مبارك يمكنه رفع رأسه في كبرياء اليوم"، مهنئا ومرحبا بـما أسماه "تبرئة صديقي القديم من جرائم الفساد"، لافتا إلى أن "اسم مبارك تم تشويهه بسبب اعتبارات تتعلق بمصالح خاصة".

وأضاف بن إليعازر "مبارك رجل وطني وبطل مصري عمل على مدار سنوات طويلة من أجل وطنه ومن أجل الاستقرار في الشرق الأوسط، لقد حافظ على اتفاقية السلام مع إسرائيل وعزز هذه الاتفاقية، وذلك من خلال رؤيته أن هذه الأخيرة تصب في صالح مصر، بشكل لا يقل عن إسرائيل".

 وختم "بن أليعازر" حديثه بالقول: "لقد شعرت بالرضا والارتياح لأن المحكمة المصرية وصلت إلى استنتاج أن مبارك كان يعمل من أجل شعبه ووطنه، إنني سعيد على الصعيد الشخصي، من أجل صديقي، الذي مر بفترة ليست بالبسيطة، تم فيها تشويه اسمه لاعتبارات تتعلق بمصالح خاصة، أما اليوم فيمكنه أن يرفع رأسه في كبرياء".

مبارك بريء والدولة متهمة

صحيفة "هآرتس" العبرية عنونت صدر صحيفتها اليوم بعنوان لمقال "الرئيس بريء والدولة متهمة"، قالت فيه "إن تبرئة مبارك سيكون لها نتائج بعيدة المدى لن تحدث في الوقت القريب"، مضيفة أن "تبرئة حبيب العادلي، وزير داخلية مبارك، والبراءة التي حصل عليها مجموعة من ضباط الشرطة البارزين من تهم اغتيال المتظاهرين، كل هذا يجعل من الضروري على شخص ما أن يوضح للشعب المصري أين اختفى الجناة الحقيقيون؟".

[caption id="attachment_54973" align="alignleft" width="300"]أول صورة أول صورة "سيلفي" تلتقط للمخلوع "مبارك"[/caption]

وأضافت أن "محاكمة القرن ستستمر في تغذية الشعور بالإحباط وبعث الحياة في حركات المعارضة، التي تستعد للمعركة السياسية القادمة في الانتخابات البرلمانية المتوقع عقدها العام القادم".

وبعنوان "البراءة التي أخفت ثورة يناير"، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية "إن محكمة مصرية قامت أمس بكتابة الفصل الأخير في ثورة الشباب الليبراليين بمصر"، مضيفة أن "المتظاهرين الليبراليين يتساءلون الآن، "هل كانت ثورة يناير تستحق ما بذل فيها من جهد؟، ولأي هدف خرجوا للتظاهر؟ وما الذي تغير حقا"؟. وتابعت: "لم يبق من الثورة الآن إلا ألبومات للصور التذكارية والتي يتم بيعها للسياح".

دعوات "عوفادا يوسف" تثمر 

موقع "كيكار هشابات" الإخباري قال إنه "قبل أعوام وبالتحديد في 15 يناير 2012، وبعد الثورة الأولى في مصر، دعا الحاخام عوفديا يوسف الإسرائيليين إلى الصلاة من أجل مبارك معبرًا عن أمله في أن تتم تبرئته من الاتهامات الموجهة إليه.

وقال وقتها "هذا الرجل مبارك جلب الكرامة لمصر، لقد احترمه الملوك والرؤساء، لقد منع حروبا من الاندلاع، هو رجل سلام، ومحب لإسرائيل".

وأضاف وقتها "لقد سقط مبارك الآن، وأني أصل للرب كي ينقذه من يد كارهيه، ويزرع في قلوب القضاة الذين يحاكمونه الحكمة، كما أصلي للرب كي يمنحه الشفاء التام".

صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية علقت على حكم براءة مبارك بالقول: "إن الرجل الذي قضى سنواته الأخيرة محبوسا وراء القضبان بعدة تهم من بينها قتل المتظاهرين في أحداث يناير 2011، وتصدير الغاز لإسرائيل، أصبح الآن رجلا حرا بعد صدور الحكم بتبرئته".

وأضافت الصحيفة العبرية أنه بعد أكثر من ثلاث سنوات قضاها الرئيس المخلوع في السجن بات إطلاق سراحه قريبا بعد تبرئته من قتل المتظاهرين الذين خرجوا ضده، واصفة ثورة يناير بالانقلاب ضد نظام حكمه، مشيرة إلى مظاهر الفرحة التي عمت قاعة المحاكمة بعد حكم البراءة من قتل المتظاهرين وتصدير الغاز لإسرائيل، وترديد هتافات "يحيا العدل" والتصفيق الحاد في القاعة".

وأضافت يديعوت أنه "بعد الجدل الكبير الذي ثار حول موضوع تصدير الغاز الطبيعي المصري لتل أبيب، صدر الحكم أخيراً بتبرئة مبارك من تهمة بيعه بأسعار مخفضة من سعر السوق الدولي".

[caption id="attachment_54974" align="alignleft" width="300"]مبارك قال فور خروجه من قاعة المحكمة: مبارك قال فور خروجه من قاعة المحكمة: "كنت واثقا من براءتي"[/caption]

السيناريوهات المتوقعة

ونقلت الصحيفة العبرية مقتطفات من تقرير صحيفة "اليوم السابع" المصرية حول السيناريوهات المتوقعة بعد حكم البراءة على مبارك، والتي جاء فيها أن هناك نوعين من الخيارات القانونية، الأول هو أن مبارك سيغادر المستشفى العسكري بالمعادي الذي قضى عقوبة السجن لمدة ثلاث سنوات فيها بتهمة الفساد في قضية "القصور الرئاسية"، والثاني هو أنه يبقى في المستشفى بسبب قضية فساد أخرى.

ولفتت "يديعوت" إلى أن زوجة الرئيس الأسبق سوزان مبارك، استقبلت براءة زوجها بالتهليل في المستشفى العسكري ووزعت الحلوى على الجميع هناك.