شبكة قدس الإخبارية

غزة: ردة فعل مختلفة على العملية الفدائية في القدس

هدى عامر

غزة- خاص قدس الإخبارية: ما أن أعلنت وسائل الإعلام خبر عملية مقتل خمسة "إسرائيليين" على يد شابين مقدسيين حتى صدحت مساجد غزة بالتكبيرات، فهي التي عادت أعيادها لتقيم الصلاة بـ "حي على الكفاح"

فيما لم يكد يخلو حديثٌ لأهل غزة -طولها بعرضها-، عن سؤال لأحدهم "شفت عملية القدس؟" حتى يرد الآخر بعبارات فخرية يحيي فيها المقاومة بكافة أنواعها وأساليبها.

لحظاتٌ صباحية بدا فيها الصُبح أكثر تجلياً وإشراقًا، وأجواء صخب تشير إلى أن حدثًا "كبيرًا" قد وقع، مباركات على زاوية الحي وتهاني على ناصية الشارع، بدت في مجملها مظاهر فرح قلبي عم الشارع الغزّي.

عادت محلات الحلويات تشعل نيران الفرن، كما عاود الزبائن يصطفون قائلين: "هذه أخبار تستحق الحلوان"، وشهدت مناطق عدة في غزة توزيع الحلويات في الشوارع وعلى السائقين والمفترقات، فيما تعهد الأصدقاء لبعضهم بوجوب "التحلاية"، ما عدا ببعضهم أن يتحلى خمس مرات على عدد اليهود القتلى.

وإن كان لا بد من خروجك بغزة، فأنك حتماً ستلتقي بسائقٍ قد اختلف وجهه عن البارحة، فهذا العصبي الذي لا يفارق فمه سيجارته، قد بدا بشوشاً يستمع بتركيزٍ إلى بشريات أخرى في الإذاعة الوطنية.

[caption id="attachment_54034" align="alignleft" width="400"]1466294_873573845986857_4691524520834998945_n شبان غزيون يوزعون الحلوى تعبيرا عن فرحتهم بعملية القدس[/caption]

شعارات ثورية

عبّر الشبان والأهالي في غزة عن فرحتهم بما أسموه "العملية البطولية" في القدس، مطلقين شعاراتهم الثورية " ع القدس رايحين شهداء بالملايين" وما استجد منها ملائمة للعملية الأخيرة وأداة الاستخدام فيها، بالقول: "ادهس ادعس اقتل واذبح، شعبك صامد ما بتزحزح"

وقال الشاب إبراهيم الغول "27 عاماً" أننا نبارك هذه العملية ونتمنى مزيداً منها واعتبرها رداً طبيعيا على جرائم الاحتلال بحق القدس وامتداد لما جرى في غزة

أما محمد العمريطي فاعتبر أن هذه العملية جاءت رداً على شنق الشهيد يوسف الرموني أمس، كما أنها استردت لنا كرامتنا وأثبتت أن الدم الفلسطيني غالي وعلى الاحتلال أن يتحمل قسوة الردود.

سها الشيخ عيد التي لم تتوقف عن مدح المقاومة بكافة أشكالها، قالت:" هذا وقت نتوحد فيه لأجل القضية بعيدًا عن التحزب والسياسة التي لم تكن سوى هباء"، مضيفةً " أن عملية القدس أثبتت بالدليل القاطع أن القضية حيةً في قلوب أبنائها الاستشهاديين"

وعن مواقع التواصل الاجتماعي تفنن النشطاء في التعامل مع خبر عملية القدس، فما أن ظهر الصباح حتى امتلأت الصفحات بمشاركات للخبر من الصفحات الإخبارية، فيما تحولت المواقع لمساجد من كثرة عبارات التكبير التي كتبت ابتهاجاً بها

وكان الشاب أيمن صباح قد كتب عن عملية الطعن واستخدام ما يسمى بـ"البلطة" والسكين، قائلاً :" أفكر بفتح محل سكاكين والمربح إلي ولفلسطين"

واعتبر الشاب مهند المدهون أن الحب يتجلى في كلمتين "#عملية_القدس"، واعتبر أن الصباح الخمساوي "أسوة بالقتلى الخمسة"، هو أفضل صباحاته على الإطلاق.

 فيما أطلق بعض النشطاء العديد من الرموز التفاعلية للتغريد فيما يختص بالفرحة بعملية القدس

وكتبت الشابة هبة البنا على صفحتها على فيس بوك " بسكاكينهم سطروا الملحمة، لله درهم وعلى الله أجرهم"

وكان بعض الأصدقاء قد التقطوا لهم صورا يرفعون فيها " أصابعهم الخمس" بسعادة بالغة، كما قام آخرون بتصميم صورٍ إبداعية خاصة بالعمليات الفدائية في القدس المحتلة.

على الجانب الآخر ورغم الفرحة التي يظهرها عامة الغزيين إلا أن تخوفاً قد راود البعض ومنهم الشاب أنس سمحان، من تصرفات الاحتلال وردودها على العملية، كما تخوف البعض الآخر من محاولة زج غزة في الأحداث كما جرت العادة.

وكانت الفصائل الفلسطينية قد باركت العملية في القدس واعتبرتها ردًا طبيعياً على جرائم الاحتلال داعية إلى المزيد وإشعال الانتفاضة الثالثة في القدس والضفة المحتلة، وهو ما توافق مع عموم الشارع الغزي وتوجهه.

وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ذكر في خطابه عقب عملية القدس بالقول، أن أكثر ما استفزه هو مشاعر الفرحة الظاهرة في الخليل وغزة .