شبكة قدس الإخبارية

"ستاتيكو" الأقصى.. نتنياهو يسخر من الأردن

هيئة التحرير

شكلت ممارسات الاحتلال الإسرائيلي على مداخل المسجد الأقصى اليوم الأحد وما رافقها من منع للنساء من كافة الأعمار صفعة مفاجئة للحكومة الأردنية، فما لبث رئيس حكومة الاحتلال أن أخلف وعده للمسؤولين الأردنيين بمنع اقتحام المستوطنين والسماح للنساء والرجال بدخول الأقصى.

شرطة الاحتلال من جانبها فرضت اليوم إجراءات مشددة على النساء ومنعهن من دخول المسجد الأقصى للصلاة، مما دفعهن لإقامة صلاة الظهر على بوابات المسجد وتحت المطر، ولم يكتف عناصر شرطة الاحتلال بذلك، بل قام بملاحقتهن على بوابات المسجد واعتدى على عدد منهن بالضرب.

هذه الإجراءات التي قام بها الاحتلال اليوم، وضعت الموقف الأردني على المحك في انتظار الموقف المنتظر من الحكومة الأردنية بشأن طبيعة الدور الذي تلعبه في المسجد الأقصى ومستوى الوصاية المعهود لها في ظل ممارسات نتنياهو وقواته.

هذا الموقف من رئيس حكومة الاحتلال تجاه المسجد الأقصى وتعهداته المكررة للأردن بالمحافظة على "الوضع القائم" في المسجد، والفعل المنافي على الأرض، يطرح عدة تساؤلات حول ما إذا كان الفهم المتبادل للمصطلح قائم بين الأردن وحكومة الاحتلال، أم أن نتنياهو حين يطلق هذا المصطلح يكون قاصدا منه واقعا آخر بعيدا عن الفهم الأردني له؟، وهل الأردن تعي تماما ما يقصده نتنياهو من تعهداته هذه؟.

نتنياهو حينما أعلن التزامه بـ "الوضع القائم" في المسجد الأقصى سارع القنصل البريطاني العام في القدس "اليستر مكفيل" إلى التعليق بتغريدة على (تويتر) تقول: "رائع الاستماع إلى التزام الجميع بالوضع القائم، آمل أنهم جميعا يقصدون الأمر ذاته، لقد استمعت إلى 3 تعريفات الأسبوع الماضي".

فعلى الرغم من الإعلانات المتكررة الصادرة عن نتنياهو بـ "الوضع القائم" أو ما يصطلح عليه "ستاتيكو" في المسجد الأقصى إلا أن الغالبية من المسؤولين الفلسطينيين والغربيين يتساءلون "ماذا يقصد؟".

وليس ثمة تعريف مكتوب لكلمة "ستاتيكو" أو الوضع القائم إلا أن المتعارف عليه سياسيا هو انه يعني الوضع الذي ساد بعد الاحتلال الإسرائيلي للقدس في العام 1967.

عشرات النساء القادمات من مختلف مناطق القدس المحتلة والداخل المحتل أدين صلاة شهر اليوم الأحد أمام فوهات بنادق عناصر شرطة الاحتلال المتمركزين على بوابته، فالوضع القائم الذين تعهد به نتنياهو ويفهمه الأردن هو السماح لتلك النساء بدخول الأقصى دون أين قيد، وهو ما لم يحدث.

يبدو أن رئيس حكومة الاحتلال ووزير خارجية الولايات المتحدة "جون كيري" يسيران على نفس الخط في فهم هذا المصطلح، فقد أكد كيري قبل أيام أن الاجتماع الثلاثي الذي جمعه مع نتنياهو، والعاهل الأردني، عبد الله الثاني، انتهى بالتوافق على خطوات من شأنها "تخفيف التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والحفاظ على الوضع الراهن في الحرم المقدسي"، مبدياً قناعته "بوجود جدية لدى الطرف الإسرائيلي لتنفيذ الخطوات المتفق عليها، إذ إن نتنياهو التزم بالحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى".

لكن كيري في الوقت ذاته أكد على أن "خطوات (التهدئة) تحتاج إلى وقت"، وقال: "لن يتغيّر شيء في لحظة، لن نجد غداَ أن كل شيء قد تغيّر"، وهو ما حدث فعلا.

هذه التصريحات التي خرجت من كيري يبدو ان نتنياهو يطبقها بحذافيرها، وعلى الرغم من ذلك بقي الموقع الأردني في موقفغير واضح، عندما أعلن أنه مطمئن بحذر من إجراءات الاحتلال في القدس بالسماح للجميع بدخول الأقصى للصلاة بمن فيهم النساء، لكن ما جرى صباح اليوم لابد وأن ينسف الطمأنينة الأردنية الحذرة، ودفعها لمراجعة علاقاتها مع الاحتلال بصفتها الجهة الوحيدة التي تمتلك الوصاية على المسجد.