طلب مجموعة من المحامين التوانسة السبت، فتح بحث تحقيقي من النيابة العمومية حول الجهة التي تقف وراء زيارة اليهودي الفرنسي برنار ليفي إلى تونس أمس الجمعة. وقال المحامي عبدالعزيز الصيد في حديث لإذاعة موزاييك التونسية، إن مجموعة من المحاميين قررت طلب فتح بحث تحقيقي من النيابة العمومية حول الأطراف التي تقف وراء الزيارة، معتبرًا أن زيارة "المتصهين ليفي تشكل تهديدًا للأمن القومي"، وفق وصفه. واستنكر الصيد، "دعوة شخص يفاخر بعدائه للجنس العربي ويدعو لحروب في كافة الأقطار العربية لزيارة تونس". وجاء الموقف الشعبي التونسي من الزيارة موحدًا بإعلان رفضها، حيث تجمع عدد من النشطاء في مطار قرطاج واصفين ليفي بالإرهابي، ما دفع الأمن التونسي لإخراج ليفي من أحد بوابات المطار الخلفية. وتبادلت أطراف تونسية الاتهامات بشأن الزيارة، فنقلت صحيفة الشروق أون لاين عن "مصادر مطلعة" قولها إن الزيارة جاءت بدعوة من الرئاسة التونسية، وإن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية يتحمل مصاريف التذكرة والإقامة وسيقوم بجولة في نابل وبنزرت وصفاقس. كما اتهم نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي حزب النهضة التونسي كجزء من الإخوان المسلمين، باستدعاء ليفي لنجدتهم بعد خسارتهم في الانتخابات، متحدثين عن "مخطط لإشعال البلاد قبل مغادرة المرزوقي للقصر من خلال الانتخابات الرئاسية". في المقابل، قالت مصادر صحفية تونسية إن الزيارة جاءت بدعوة من منظمة "Konrad-Adenauer" المقربة من حزب نداء تونس، كما نشرت صورًا للقاءات جمعت ليفي بأعضاء في الحزب وعلى رأسهم رئيس الحزب الباجي قائد السبسي، وصورة أخرى بعد نهاية اجتماع ليفي بمحسن مرزوق و سلمى اللومي. [caption id="attachment_52402" align="alignnone" width="600"] صورة بعد نهاية اجتماع ليفي بمحسن مرزوق و سلمى اللومي بحسب المصادر التونسية[/caption] وأضافت المصادر لـ شبكة قدس، أن "محاولات تجري الآن لإلصاق تهمة الدعوة بالرئيس التونسي المنصف المرزوقي، في محاولة لتشويهه مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التونسية". [caption id="attachment_52403" align="alignnone" width="400"] صورة من اجتماع قيادات نداء تونس مع ليفي بحسب المصادر[/caption] من جانبها، نفت الرئاسة التونسية أي علاقة لها بزيارة ليفي إلى تونس، مؤكدة في بيان لها أن برنامج الرئيس المرزوقي لا يتضمن أي لقاءات بالشخصية المذكورة. يذكر أن ليفي هو مفكر يهودي فرنسي الجنسية مولود بالجزائر، وهو معروف بدفاعه عن الصهيونية ومتهم بوقوفه خلف العنف في عدد من الدول العربية، ومشاركته في محاولة الوصول لما يعرف بالشرق أوسط الجديد في المنطقة.