شبكة قدس الإخبارية

انطلاق أعمال "مؤتمر الوفاء الأوروبي لإغاثة غزة"

هيئة التحرير

انطلقت اليوم أعمال "مؤتمر الوفاء الأوروبي لإغاثة قطاع غزة" في مدينة روتردام الهولندية بمشاركة وفود أوروبية ودولية رسمية وشعبية، ومنذ صباح أمس الجمعة، توافد عشرات الفلسطينيين المدينة للمشاركة في فعاليات المؤتمر الأوروبي الأول من نوعه.

ويتوزع المشاركون في المؤتمر من العاملين في المجال الإغاثي والإنساني، إلى العاملين في المجال الحقوقي والقانوني، إلى رجال الأعمال والطلاب والفلسطينيين العاديين المقيمين بأوروبا. وقد طغى على أحاديث المجتمعين في فندق الهلتون في وسط مدينة روتردام، حجم التفاعل الإيجابي الغربي مع القضية الفلسطينية، وطبيعة التحول التي بدأت تدب في الخطاب السياسي والحقوقي والغربي تجاه الفلسطينيين وضرورة إنصافهم.

واعتبر رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا زياد العالول، الذي حضر جلسة تصويت البرلمان البريطاني على الاعتراف بدولة فلسطين، في تصريحات لـ "قدس برس"، أن توصية البرلمان البريطاني للاعتراف بدولة فلسطين تمثل نقلة نوعية في الخطاب السياسي الغربي يجب البناء عليها، وقال: "لا شك أن خطوة البرلمان الأوروبي تجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية على الرغم من أنها لا تكتسب الصبغة الالزامية للحكومة البريطانية، لكنها تمثل عامل ضغط شعبي مهم وتعكس في جوهرها تحولا نوعيا في الخطاب السياسي الغربي وفي مزاج المجتمعات الغربية تجاه الحق الفلسطيني، وهو تحول يدعو إلى المزيد من الجهد منا نحن كفلسطينيين من أجل دعم هذا الانجاز بمزيد من المكتسبات".

وأضاف: "الرأي الغربي أن هذه الخطوات من شأنها تكون عامل ضغط من أجل دعم التسوية السلمية، وأيا كان الهدف الغربي، فإن مما لا شك فيه أن ترجمة ذلك على المستوى السياسي هي أن المجتمع الدولي لن يبقى مكتوف الأيدي وصامتا إلى ما لا نهاية تجاه الانتهاكات التي تقترفها إسرائيل بحق الفلسطينيين"، على حد تعبيره.

وثمّن نائب رئيس مركز العودة الفلسطيني في بريطانيا غسان فاعور انعقاد المؤتمر، واعتبر ذلك ترجمة واقعية لإرادة فلسطينيي أوروبا في دعم غزة ماديا بعد أن وقفوا بصلابة إلى جانبها طيلة أيام الحرب في التظاهر بشكل مستمر في مختلف العواصم الأوروبية رفضا للحرب، ووصفه بأنه "واجب وطني".

وأكد فاعور في "أن مشاركة الوفود العاملة في الشأن الفلسطيني في أوروبا بكثافة في أول مؤتمر أوروبي لإغاثة غزة، لا يعكس فقط الإرادة التي يحملها اللاجئون الفلسطينيون لإسناد أهلهم في الداخل الفلسطيني في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، وإنما يمثل جزءا من إرادة الفعل التي تجلت بقوة لدى الفلسطينيين في أوروبا، والتي استطاعت أن تدفع الأوربيين في أكثر من دولة على مراجعة مواقفهم تجاه القضية الفلسطينية، والتي كان آخرها ما جرى في كل من السويد وبريطانيا، لجهة توجههما للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وأضاف: "إن أهمية مثل هذا المؤتمر، تكمن أساسا في أنه جزء من البناء على تراكمات حصلت على الأرض، وأعني بها أن التحركات الشعبية التي ملأت شوارع العواصم الغربية، والصور الوحشية التي نقلتها وسائل الإعلام الدولية للحرب العدوانية التي نفذتها إسرائيل ضد شعبنا المحاصر في غزة، ولا تزال تمارسها اليوم في الأقصى، أسهمت في قلب الصورة لصالح إنصاف القضية الفلسطينية، ومن هنا يأتي هذا المؤتمر ضمن هذا الجهد، أي إنصاف الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال"، على حد تعبيره.