"لم تلتزم اللجنة التحضيرية بمؤتمر حركة فتح - إقليم القدس بالنظام الداخلي للحركة، والذي ينص على أن من أمضى 7 سنوات وأكثر في الحركة وموجود في إطار تنظيمي هو من يحضر المؤتمر"، هذا ما يقوله أمناء سر الحركة في القدس الذين أعلنوا انسحابهم من المؤتمر، بالإضافة لقادة بارزين من المدينة أعلنوا هم أيضًا انسحابهم من الانتخابات بعد أن كانوا أعلنوا ترشحهم قبل أيام.
الكوادر التنظيمية في بلدة القدس القديمة، والعيساوية، والطور، والثوري، وأبو ديس، أعلنوا في بيانات رسمية انسحابهم من المؤتمر الذي يهدف لانتخاب لجنة قيادة جديدة تتكون من أمين سر الحركة في القدس وأعضاء لجان الإقليم، مؤكدين على أن من يشارك به يمثل شخصه لا منطقته.
ومن أهم من جاء في بيان كوادر البلدة القديمة، إن "أي مرشح من منطقة البلدة القديمة لن يمثل إلا نفسه نظرا لموقف الكادر وأعضاء اللجنة التنظيمية"، متابعين: "لن نشارك في سلب الحركة والمشاركة في تمزيقها، قررنا مقاطعة المؤتمر الذي كنا نتمنى أن يكون مؤتمرا وحدويا لأبناء فتح في ظل ما يتعرض له المسجد الأقصى ومدينة القدس من هجمات ممنهجة لتهويدها من قبل الاحتلال".
فيما ورد في بيان كوادر العيساوية والطور، أنهم "غير راضيين عن مؤتمر إقليم القدس المنبثق عن تطلعات أشخاص تريد أن تتهاوى فتح أكثر فأكثر"، مؤكدين أنهم "لن يقبلوا بأي من قرارات هذا المؤتمر بما في ذلك الأشخاص الذين أعدت أسماءهم مسبقا ليكونوا أعضاء إقليم جديد هزيل"، ومضيفين في بيانهم: "نحن مع شرعية مؤتمر محترم وأعضاؤه مؤهلون".
وجاء في بيان منطقة الثوري، "انطلاقا من واجبنا الصادق تجاه مستقبل حركة فتح العملاقة وأبنائها المخلصين، وبعد فشلنا في الوصول لأقل الضوابط الأخلاقية والتنظيمية التي ضمنها لنا النظام الداخلي لحركة فتح في الخروج بمؤتمر ناجح يمثل خيرة أبناء حركتنا في القدس، ذلك النظام الذي كتب بدماء شهدائنا وعذابات أسرانا البواسل، وإيمانا منا بأن أقصانا يحتاج لجميع الأخوة للحفاظ عليه والتصدي لمخططات الاحتلال في تهويده، وحرصا منا على عدم التصادم مع أصغر شبل من إخواننا، ومن خلال العمل بحقنا في النقد والنقد الذاتي، فقد قررنا نحن منطقة الثوري ممثلة بأمين سرها وأغلبية أعضاء لجنتها التنظيمية عدم المشاركة في مؤتمر إقليم الحركة".
وكان أعضاء في الحركة أعربوا مؤخرا وقبل الإعلان الرسمي عن سير تحضيرات اللجنة التحضيرية للمؤتمر، عن قلقهم من مستقبل الإقليم في مدينة القدس، بعد إقصاء أعضاء فعالين ميدانيا، وقال أحد الأعضاء تحفظ على ذكر اسمه، إن تعبير بعض أعضاء حركة فتح في مدينة القدس عن آرائهم ببعض تصريحات رئيس الحركة محمود عباس على مواقع التواصل الاجتماعي "أثار حفيظة البعض"، مؤكدا أنهم تلقوا تهديدات ومطالبات بسحب ما نشروه، كما تم توعدهم بالملاحقة الأمنية فور دخولهم مدينة رام الله.
وأضاف "إنهم يريدوننا أن نبقى تحت أجنحتهم، وهو ما نرفضه، نحن سنحافظ على سيرنا بخطى حركة فتح المعهودة في القدس، لا كما يريد ويسعى البعض"، متابعا،"سنبقى محافظين على أسس الحركة ومحافظين عليها، لكننا نرفض أن تتحول إلى شركة تديرها بعض الشخصيات".
وأكمل: "لا نسعى لخلق شروخ جديدة في الحركة، لكننا لن نتعرف بنتائج المؤتمر ما دام أنه لم يتم على أسس النظام الداخلي للحركة".
من جانبه، قال أمين سر حركة فتح في القدس عمر الشلبي في حديث مع "شبكة قدس"، إن خطوة الانسحاب من المؤتمر شملت أمناء سر ولجان وكوادر مناطق تنظيمية في مدينة القدس احتجاجا على ممارسات اللجنة التحضيرية، موضحا "كلنا مع المؤتمر، ولكن على أن يراعي المعايير التنظيمية، ناشدنا اللجنة أكثر من مرة بأن يكون المؤتمر فتحاويًا حقيقيًا، وخاصة فيما يخص البند القائل بأن من أمضى على عضويته 7 سنوات هو من يحق له حضور المؤتمر، وليس كل من قال أنا فتح، فيجب أن يقتصر حضور المؤتمر على النخبة من كل إقليم فقط".
وأكد أن "أي مؤتمر إقليمي يجب أن يكون فيه (600-650) مشارك كأقصى تقدير، لكن ما حصل في هذا المؤتمر هو إضافة كم من الأسماء تخطت الـ (1500) اسم، وهو ما يتناقض بشكل أساسي مع القانون التنظيمي للإقليم".
وأضاف أنه "يوجد شخصيات تم إدراج أسمائها في المؤتمر رغم أنه لا علاقة لهم بحركة فتح، وهم من مناصري حركتي حماس والجبهة الشعبية"، متابعًا: "ليس هكذا تكون مؤتمرات الحركة، ولأنه علينا استنهاضها بشكل حقيقي قدمنا احتجاجتنا على شكل انسحاب من المؤتمر والانتخابات، وموقفنا كان نابعًا من حرصنا على نهضة الحركة وليس تشتيتها وتمزيقها".
وبين أن "ما تمر به القدس من تصعيد ممنهج من قبل سلطات الاحتلال، يتطلب وجود حركات وفصائل تقوم بدور عملي"، مضيفًا "كان لابد من إقامة مؤتمر تتوفر فيه كافة الشروط والقوانين التنظيمية، ليكون مؤتمرًا ذو أثر نوعي يندرج من خطط واستراتيجيات لمواجهة سياسات الاحتلال وماكينته الضخمة التي تعمل يوميا لتهويد المسجد الأقصى، وتسعى للاستيلاء على البيوت، وتحارب كل ما هو مقدسي، فلذلك كان من الأولى من اللجنة التحضيرية بأن تستنهض الحركة بكل حقيقي لا أن تبحث عن ذاتها".
وعلق "لا نعلم لمصلحة من يتم تمزيق الحركة، علينا جميعا ألا نبحث في فتح عن مصالح شخصية، بل عن رفعتها وتطويرها لمواجهة سياسات الاحتلال"، متابعا: "الاحتلال يستبيح كل شيء، ونحن مجرد متفرجون ومصفقون لفلان وفلان من خلف المكاتب، ونوجه رسائلنا لهم ليبحثوا عن القدس والمسجد الأقصى، فتح كانت وستبقى وسيلة وليست غاية".
ونفى الشلبي "أن يكون المؤتمر انقسم تحت مسميات شخصية كما تم التداول"، قائلا إن "القضية ليست قضية أشخاص وإنما قضية وجهات نظر"، ضد ما وصفه "بالتوجه للذهاب بالإقليم إلى أهداف معينة مجهولة"، مضيفًا: "موقفي كأمين سر كان معروفا، نريد مؤتمرًا حقيقيًا بأسماء حقيقية هدفه الحركة وليس الشخصيات، ولذلك لن نكون شهاد زور ولن نتعامل مع إطار مشوه".
وعن تناقل وجود أسماء وهمية في القوائم التي طرحت في سجل الانتخابات، بين الشلبي أن "القوائم تضمنت أسماء ثنائية وهو ما يتناقض مع قوانين انتخابات أي مؤسسة، موضحا أن كافة الأسماء يجب أن تكون رباعية أو ثلاثية، كما يجب إرفاق كل اسم بتعريف عن صفة حضوره للمؤتمر، وهو ما لم يتم مع أكثر من 800 اسما من الأسماء الموجودة".
وقال "تم دعوة أشخاص قيل لهم إن المؤتمر خاص بانتخابات اتحاد المعلمين" واصفا ذلك بأنه "عار على اللجنة التحضيرية التي تبحث عن ذواتها"، وفق تعبيره.
وأكد الشلبي أنه والمنسحبين من المؤتمر لن يعترفوا بنتائجه، "خاصة أنه كان هناك محاولات لانتخابات توافقية قبل عقده"، لافتا إلى أن "ذلك دعا 4 من أمناء سر ممثلين عن جبل الزيتون وبيت حنينا وصور باهر وأبو ديس، إلى سحب ترشيحاتهم، إضافة لسحب ترشيح عضوي لجنة إقليم وهما محمد حسن مطر، ومحمد ربيع".
وفي المقابل، أكد الناطق باسم فتح أسامة القواسمي لـ"شبكة قدس" أن المؤتمر وانتخابات إقليم القدس نظمت وفق النظام الداخلي والقانوني للحركة، مشيرا إلى أن "سير المؤتمر والانتخابات كان متطابقا مع المعايير، وخاصة أن عدد الأعضاء كان كافيًا، حيث حصل النصاب الذي يمكن من عقد الانتخابات".
وأضاف أنه "كان هناك بعض الانسحابات الفردية، لكن لم يكن بينها انسحابات ذات ثقل أو وزن حقيقي"، على حد قوله.
وبين أنه "كان يوجد امتعاض وتحسس من بعض الأعضاء"، معلقًا " هذا شيء طبيعي ووارد وموجود دائما، لكن الانتخابات بشكل عام تمت وفق المعايير والنظام الداخلي لحركة فتح".