شبكة قدس الإخبارية

الغزيون يقطفون بقايا زيتونهم.. والإنتاج دون الحاجة

هيئة التحرير

زاهر غول-شبكة قدس الإخبارية-غزة: بدأت محركات المعاصر بالدوران في مدن وقرى قطاع غزة وسط أكوام مكدسة من الزيتون تدشينا لموسم قطف شديد يؤمل أن يكون وفيرا في كميات الزيت

ويرتبط اسم فلسطين بشجرة الزيتون التي هي رمز للهوية والانتماء للأرض وعنوان للتحدي والصمود في وجه حملات التهجير والاقتلاع الإسرائيلية حتى تخلد الشعار الفلسطيني " باقون مابقي الزعتر والزيتون".

[caption id="attachment_50830" align="alignleft" width="400"]موسم زيتون متواضع في غزة موسم زيتون متواضع في غزة[/caption]

موسم متواضع

ويقول الحاج حماده (51 عام) وله معصرة لزيت الزيتون شرق مدينة غزة وهو بالكاد أنهى عصر الزيتون ، إن نسبة الزيت غير مرضية بالنسبة له بحيث وصلت إلى 18% من كمية الزيتون، مشيرًا إلى أن نسبة الزيت إلى الزيتون في قطاع غزة تتراوح بين 11-20% حسب طبيعة المنطقة والأرض

لا ينسى حماده سلوكه التقليدي في كل موسم زيتون حيث يحضر معه خبز طابون ويغمسه في أول جالون زيت يقوم بتعبئته و يأكله، ثم يقوم كما تعتاد غالبية الأسر بطهي أكلة “ المسخن الشعبية” من الزيت الجديد وهو طعام يكون الزيت مكونا أساسيا به مع البصل والخبز والسماق وهو نوع من التوابل يعطي اللون الأحمر الداكن في الطعام.

ويشير مشهد اكتظاظ المواطنين أمام المعاصر في كل المحافظات إلى نسبة انغماس المواطن في موسم قطف الزيتون، فالدور طويل وأكياس الزيتون البيضاء في كل مكان في جنبات المعاصر رغم ان أصوات الضجيج تزعج في العادة الأهالي؛ فإن أصوات ضجيج المعاصر لا تزعج أحدا ولا يتذمر منها إنسان لأنها في نظر الأهالي مصدر للخير والزيت والرزق الوفير والمكون الأساسي للغذاء المتكامل في كل بيت فلسطيني حسب تعبير المزارع مدحت دلول، غير أن تجار زيتون محليون يعتبرن أن كميات زيت الزيتون لهذا الموسم مخيبة للآمال.

  عوامل الحرب والاحتلال

تحدث المزارع سعيد ابو حليمة 59 عام يمتلك 14 دونم شمال قطاع غزة، معظمها مزروعة بأشجار الزيتون، إنّه يقوم هو وأبناؤه وأحفاده على زراعتها ورعايتها حتى الحصاد، مشيرًا إلى أنهم يمضون معظم أوقاتهم فيه بالعمل، نحتسي الشاي سويًا مع العائلة ونتناول فطورنا وغداءنا هناك، وحينما نأخذ قسطًا من الراحة نتناول الأحاديث العائلية ونتابع أطفالنا وهم يمرحون ويلعبون أمام أعيننا في الكرم

ويستذكر أبو حليمة تلك الأيام التي أصبحت من الذكريات الجميلة بعد أن أحرقَ الجيش الإسرائيلي مزرعته ودمر منزله وتفرق سكانه في مراكز اللجوء، ولم تعد لمة العائلة كسابقاتها.

[caption id="attachment_50831" align="alignleft" width="400"]عوامل الحرب والاحتلال على غزة قللت من نسبة المحصول هذا العام عوامل الحرب والاحتلال على غزة قللت من نسبة المحصول هذا العام[/caption]

وأكثر ما يؤلم المزارع أبو حليمة ويحزن قلبه؛ تدمير وتجريف أشجار الزيتون وخزان المياه الذي كان يروي به أرضه وشبكة الري؛ حيث بلغت خسائره 16 ألف دولار، فيقول: “لقد دمروا أعدائنا كرم زيتوننا ودفنوا فيه سنوات عمرنا وعرقنا وشقاءنا، ومسحوا سعادتنا وقضوا على رزقنا، حسبي الله ونعم الوكيل”.

عدة اصناف من الزيتون تزرع في قطاع غزة والرئيسية منها ثلاثة هي سري و شملا لي -‪k 18 أما بالنسبة لصنف السري فثماره تستخدم للتخليل وأيضًا لاستخراج الزيت منها والذي يعتبر من أفضل الزيوت المرغوبة لدى المستهلك.

أما الصنف الثاني هو صنف الشملالي وتستخدم ثماره فقط في استخراج الزيت ونوعية زيته جيدة. أما الصنف الثالث فهو‪ k18 وتستخدم ثماره في استخراج الزيت فقط، ويتميز بأن زيته خفيف وغني بالعناصر الغذائية، إلا أنه يعاب على هذا الصنف استهلاكه لكميات من المياه بعكس الأصناف السابقة.

وقد اصدرت وزارة الزراعة في قطاع غزة بيانا تؤكد فيه على منع استيراد زيت الزيتون من الخارج وفتح باب التواصل بين شطري الوطن مابين الضفة الغربية وقطاع غزة وكذلك مواعيد قطف الزيتون وتشغيل المعاصر، وذلك على ضوء المعطيات الفنية وتوصيات المختصين حول محصول الزيتون لموسم 10/10/2014.

الى جانبه بعض التوجيهات للمزارعين واصحاب كروم الزيتون بأنه يجب تأخير قطف صنف ( الكي 18 ) هو من الصنف النبالي المحسن لابد من تأخير قطفه للعشرين من اكتوبر بهدف الحصول على نسبة زيت جيده

ففي قطاع غزة يوجد حوالي 23 معصرة مابين الحدثة والقديمة التي تعمل على الحجر والنص آلية والحديثة والتي تعمل بتقنية اسهل واقل جهد.

ويؤكد نهاد علي 37 عاما يسكن شمال غزة، وهو تاجر زيت "انتظر موسم قطف ثمار الزيتون كل عام فهي ايام الخير وباب رزق لي ولأسرتي"، إن السوق مختلف تماما عما قبله فهذه هي رده فعل الأشجار عما تلقته من حرب اخيره على غزة حيث تم تجريف وإستهداف عدد كبير من الأراضي الزراعية بما فيها كروم الزيتون، الى جانب ذلك عدم وفرة المياه وقلتها في معظم المحافظات بسبب انقطاع التيار الكهربي يتلوه تعطل مولدات الكهرباء ومضخات المياه تحول دون وصول المياه اوقلتها وتكون النتيجة موسم سيئ كهذا الموسم.