شبكة قدس الإخبارية

تقرير: وطن في قاع البحر للفلسطينيين وسط تقصير رسمي

هيئة التحرير
أصدرت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا السبت، تقريرًا توثيقيًا عرضت فيه أهم حوادث غرق اللاجئين الفلسطينين في البحر المتوسط منذ تشرين الأول من العام الماضي وحتى أيلول الأخير. وجاء التقرير تزامنًا مع الذكرى الأولى لانقلاب قارب يحمل لاجئين فلسطينيين في سوريا قبالة السواحل المالطية الأيطالية، حيث أوضح أن تعرض المخيمات الفلسطينية في سوريا للقصف والدمار أدى لنزوح سكانها بشكل متكرر ولجوئهم لبلدان أخرى، قبل أن يتخذوا قرار ركوب البحر. وأضاف التقرير، أن فلسطينيي قطاع غزة لجؤوا للخيار ذاته بسبب الحصار الذي يعانيه القطاع، وارتفاع نسبة البطالة والكثافة السكانية العالية، وتكرر الحروب التي شنتها دولة الاحتلال على غزة خلال فترات متقاربة. وبحسب التقرير، أن أحد أهم دوافع "ركوب قرار الموت للاجئين كان طموحهم في الوصول إلى أوضاع تشعرهم بالأمن والأمان والاستقرار للعيش بكرامة وضمان مستقبل أبنائهم المهدد بسيف الاحتلال أو بحد سيف اللجوء في الدول العربية التي أوصدت أبوابها في وجه اللاجئين الفلسطينيين من سوريا". وأوضح، بأن دول ليبيا ومصر وتركيا شكلت أبرز نقاط الانطلاق بعد وصول اللاجئين إليها، فكانت رحلاتهم تبدأ من تركيا إلى إيطاليا، أو الاسكندرية إلى إيطاليا، أو من لبنان مرورًا بليبيا وانتهاء بإيطاليا، أو من الجزائر ثم ليبيا إلى إيطاليا، أو من لبنان إلى السودان مرورًا بالصحراء السودانية الليبية وانتهاء بإيطاليا كذلك. ونقل التقرير، شهادات حية لحوادث تعرض لها اللاجئون في بلدان الانطلاق مثل الاعتقال والترحيل أو الغرق في البحر أو الموت في الصحراء، فيما تمثلت الفاجعة الأكبر في غرق 450 مهاجرًا أغلبهم من النساء والأطفال قبالة السواحل المالطية والإيطالية، وقد تم إنقاذ 146 شخصًا فقط منهم. وأدرج التقرير، شهادة لأحد الناجين من حادثة غرق قاربًا كان يقل 400 مهاجرًا أغلبهم من غزة، والتي وقعت أوائل شهر أيلول المنصرم، ولم ينج من المهاجرين سوى ثمانية فلسطينيين فقط، حيث قال إن غرق المركب كان عن قصد وإصرار، بعد مهاجمة ستة أشخاص يعتقد أنهم مصريون للمركب الذي أقل المهاجرين والاصطدام به عمدًا ما أدى لانقلابه. وأشار التقرير، إلى غياب المسؤوليات الوطنية وغياب التعاطي الجاد والحقيقي مع حوادث الغرق، واصفًا ردود الأفعال الرسمية الفلسطينية بالخجولة، معتبرًا أن النتائج كانت ستبدو أفضل لو مارست السلطة الفلسطينية دورها رسميًا على النحو الذي تقتضيه العلاقات الدبلوماسية بفتح تحقيق جنائي بحثًا عن المتسببين بإغراق المركب، أو في محاولة الكشف عن مصير مئات المفقودين.