شبكة قدس الإخبارية

"مخيمات الكرفانات" في غزة بلا سكان

محمد عثمان

تجلس أم محمود النجار ومعها بعض من نسوة العائلة في خيمة متواضعة أمام تجمّع منازلهن التي دمرتها قوات الاحتلال في منطقة خزاعة المنكوبة الواقعة شرق مدينة خانيونس، فيما يقع خلفهن "مخيما" يحوي المئات من الغرف الحديدية المعروفة بـ"الكرافان"، إقامته إحدى المؤسسات الخيرية الدولية ليقطن فيه سكان المنطقة الذين دُمّرت بيوتهم جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع.

النجار قالت لـ"شبكة قدس الإخبارية" "إن الكرفانات لا تصلح بالمطلق للعيش، إذ أن عدد أفراد أسرتها تتحاوز العشرة أفراد، فيما أن مساحتها صغيرة للغاية، مضيفة: "هذه البيوت لا تصلح للسكن، ويبلغ عدد أفراد أسرتي أكثر من عشرة، حيث أن مساحة الكرافان تساوي مساحة الصالون في بنايتنا التي دمرها الاحتلال التي كانت تضم العديد من الغرف والصالونات الواسعة، لذلك فهي لا تتسع لنا".

[caption id="attachment_49668" align="alignleft" width="400"]العدوان دمر آلاف البيوت خلال عدوانه على قطاع غزة العدوان دمر آلاف البيوت خلال عدوانه على قطاع غزة[/caption]

وتساءلت "كيف ستكون حياتنا داخل هذه البيوت في ظل وجود عدد كبير من الإناث إلى جانب الذكور، لدينا العديد من الأبناء من الذكور والإناث، هل يصح أن ننام جميعنا في غرفة صغيرة كهذه؟، هذه ليست لسكن البشر وإنما للحيوانات".

وأوضحت النجار أن هذه البيوت المؤقتة تشكّل إهانة لهم وللشعب الفلسطيني بأسره، مشيرة إلى أنها تفضّل إقامة خيمة دائمة أمام بيتها المدمّر على أن تسكن فيها.

ويعتبر عدد النازحين جرّاء العدوان الذي شنته دولة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة ما بين شهري يوليو وأغسطس الماضيين، واستمر لأكثر من خمسين يوما، الأعلى خلال السنوات الأخيرة. إذ أن الدمار طال مئات الآلاف من البيوت في كافة أنحاء القطاع لاسيما مناطق بيت حانون شمال القطاع، والشجاعية شرق غزة، ومنطقة خزاعة شرق مدينة خانيونس، ما أدى إلى فقدان مئات الآلاف من الأسر لبيوتهم.

بينما يقف عبد الله 45 عاما، على حطام منزله الذي أصبح أثرا بعد عين في حي الشجاعية شرق غزة، يشير بأصابعه إلى بقايا بعض أركان منزله التي بالكاد تظهر بين الركام. غير أنه لا يجد حياته سوى بهذه البقعة التي آوته وعائلته منذ عشرات السنين.

أضحت المنطقة للرجل كما يقول كالبحر الذي لا يستطيع العيش خارجها، رافضا كافة المشاريع التي تعمل على تسكينه خارج المنطقة بالكرافانات، مبينا: "أولا لا أستطيع الخروج من حي الشجاعية لأنني ولدت فيها وهي مرباي، بالإضافة إلى أنني لا استطيع العيش في كرافانات لا تزيد مساحتها عن 20 مترا، بينما يتجاوز أفراد عائلتي الخمسة عشر فردا".

[caption id="attachment_49669" align="alignleft" width="400"]النازحون في غزة يرفضون العيش في النازحون في غزة يرفضون العيش في "الكرافانات"[/caption]

 ويصف بهار تلك المشاريع كأنها محاولا لـ"التوطين" الجديد، متسائلا: "طالما متوفر المال للبناء وعمل مشاريع بهذا الحجم، فلماذا لا يتم الضغط على إسرائيل والإسراع في إعادة بناء بيوتنا التي دمرتها، خاصة أننا مقبلون على فصل الشتاء الذي لن يقينا فيه لا الخيام ولا الكرافانات".

 وتعيش أسرة عبد الله الكبيرة كغيرها من الأسر النازحة من كافة مناطق قطاع غزة في ظروف سكن سيئة، حيث استأجرت شقة يتقاضى صاحبها ضعف ثمن إيجارها الأصلي، ما يثقل كاهل عبد الله، ناهيك عن فقدانهم أعمالهم ومتاجرهم التي دمرها الاحتلال.