شبكة قدس الإخبارية

"رمات نويعمة" مخطط تطهير عرقي جديد في الأغوار

هيئة التحرير

أصدرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تقريرها الشهري المتعلق بالممارسات الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وتركز التقرير هذه المرة على المخطط الذي شرعت سلطات الاحتلال بتنفيذه لاقتلاع سكان المناطق البدوية في القدس المحتلة في المناطق المصنفة "ج" والمناطق المصنفة "اي 1".

وقالت المنظمة في تقريها "إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تواصل سياسة التطهير العرقي في المناطق المصنفة "ج"، والمناطق المصنفة (اي1) التي تشكل ٦٠ في المائة من أراضي الضفة الغربية".

وأضافت ان "سلطات الاحتلال تمضي قدما في الدفع بمخطط لاقتلاع التجمعات البدوية في المناطق الواقعة شرق القدس وتجميعهم في بلدة تخطط لإقامتها في منطقة الأغوار، وأطلقت عليها اسم "رمات نويعمة" الواقعة غرب أريحا، من أجل وضع اليد على أراضيهم، في انتهاك صارخ للقانون الدولي واتفاقيات جنيف".

وذكرت أن ما تسمى "الإدارة المدنية" للاحتلال، نشرت المخطط الهيكلي للبلدة من أجل تقديم الاعتراضات عليه، ما يشير إلى أنه بات في مرحلة متقدمة ويطرح المخطط كمخطط إسكاني يهدف إلى تنظيم سكن التجمعات البدوية في مناطق شرق القدس، لكنه يأتي تتمة لأوامر إخلاء وهدم سابقة، وتماشيا مع قرار المحكمة الإسرائيلية العليا التي رفضت عددا من قرارات الإخلاء دون توفير مسكن بديل للسكان،والمرحلة الأولى من المدينة المخططة تشمل 12500 وحدة سكنية، وتخطط سلطات الاحتلال لاقتلاع التجمعات التي تقطنها عائلات الجهالين والكعابنة والرشايدة ونقلهم إلى البلدة الجديدة ووضع اليد على أراضيهم.

وبينت أن حكومة الاحتلال ستصوت في جلستها المقبلة والمقرر عقدها يوم غد الأحد على مخطط لإقامة جدار فاصل جديد حول التجمع الاستيطاني "غوش عتصيون "جنوب بيت لحم، والذي يحظى بموافقة غالبية الوزراء الذين يدعمون فكرة إقامة هذا الجدار، علما أن المخطط جاء بناء على مقترح من وزير الاقتصاد الإسرائيلي "نفتالي بينيت"، ومن المتوقع كذلك أن تصادق حكومة الاحتلال، على مسار جدار الفصل العنصري، الذي يلحق ضررا بقرية بتير وتراثها الزراعي، الذي أعلنت اليونسكو عنه على أنه موقع تراث عالمي، وعبرت عن معارضها لمسار الجدار، رغم الضرر المتوقع بالمدرجات الزراعية الفريدة منن نوعها.

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت التجمعات البدوية الواقعة شرق مدينة القدس المحتلة،والتي تقطنها عائلات (الجهالين والكعابنة والرشايدة والصراعية والصعيدي)، 14 الف نسمة موزعين على 22 تجمع بدوي،وذلك بعد أيام من تسليمهم إخطارات هدم وإخلاء جماعية.

حيث قامت عشرات الفرق من جيش الاحتلال برفقة جرافة وبمساندة مروحية باقتحام التجمعات البدوية الواقعة شرق مدينة القدس (حي أحفاد يونس وجبل البابا في العيزرية وخلة القمر في أبو ديس ومنطقة الاغوار وزعيم)، وشرعت بتصوير التجمعات بأكملها ومداخلها، وقامت بجولة فيها، وهدمت أسوار محيطة بأراض ومنازل السكان في منطقة خلة القمر في أبو ديس دون سابق انذار، فيما يتهدد عائلة البكري خطر الإخلاء من منزلها الكائن في حارة باب حطة بالقدس القديمة لصالح "حارس أملاك الغائبين".

وتعيش عائلة البكري في منزلها المتواضع في حارة باب حطة- الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك- منذ 25 عاما، ومؤخرا أصدر قاضي محكمة الصلح الإسرائيلية قرارا يقضي بإخلاء العائلة من منزلها وأمهلها حتى تاريخ 4 – 9 – 2014، لتنفيذ قرار اخلائها وعائلتها من المنزل. وتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تشجيع اقتحامات المستوطنين والجنود للمسجد الأقصى المبارك، من خلال فرضها حصاراً عسكرياً مشدّداً على المسجد الأقصى المبارك، ومنع المصلين من النساء وممن تقل أعمارهم من الرجال عن الخمسين عاما من الدخول إلى المسجد.

وتأتي هذه الإجراءات تمهيداً لاقتحام نائب رئيس الكنيست، المتطرف "موشيه فايغلين"، والذي أعلن عن نيته اقتحام الأقصى ليقف على جهوزية شرطة الاحتلال في ما أسماه تأمين دخول اليهود للمسجد وإقامة صلوات وطقوس وشعائر تلمودية بحرّية تزامناً مع بدء موسم الأعياد اليهودية، حيث نصبت قوات الاحتلال متاريس حديدية وسيّرت دوريات راجلة في الشوارع والطرقات ومنعت المواطنين من النساء والشبان من الدخول إلى الأقصى وقد صعد المتطرف "فيجلن" نائب رئيس "الكنيست" إلى باحة صحن مسجد قبة الصخرة بالمسجد الأقصى المبارك، خلال جولته الاستفزازية برحاب المسجد بعد اقتحامه من باب المغاربة، وأدى طقوسا تلمودية استفزازية وسط طوق من الحراسات الخاصة، وخرج من المسجد وهو يصافح عناصر شرطة الاحتلال كتعبير عن امتنانه لتأمين اقتحامه.