كشف "أوري ساغي"، قائد شعبة الاستخبارات العسكريّة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن أن الأنفاق في غزة ليست جديدة، مؤكدا على أن الفلسطينيين كانوا قد أقاموها في السبعينيات من القرن الماضي، ولكن لأسباب اقتصاديّة وليست عسكرية، لأنهم كانوا بدون مصانع".
وأضاف في مقابلةٍ مع المُلحق الأسبوعيّ لصحيفة (هآرتس) العبرية، "الآن العجب ثم العجب ما نشاهده، مشكلة الأنفاق ما زالت مستمرة حتى اليوم، على الرغم من العمليات العسكريّة الكثيرة التي قامت بتنفيذها إسرائيل في قطاع غزّة".
وأوضح أنّه "في قطاع غزّة قامت شبه دولة اسمها بحماستان، التي تؤمن بضرورة شطب إسرائيل عن الخريطة"، مُضيفًا أنّ "حماس وضعت أمام إسرائيل تحديًّا، ذلك أنّه برأيه يدور الحديث عن تنظيم أيديولوجيّ، دينيّ، اجتماعيّ، وليس تنظيما إرهابيا فقط، لذلك لا نعرف كيف يُمكن إحباط تهديد حماس على إسرائيل بالوسائل العسكريّة".
وأوضح ساغي أنّه رفض خلال الـ51 يومًا من الحرب على غزّة الإدلاء بأيّ حديث صحافيّ، لأنّه يؤمن أنّه عندما يُسمع أزيز الرصاص، تُخرس الأصوات، وقال أيضًا للصحيفة إنّه "يعرف أنّ الجيش الإسرائيليّ هو جيش قوي من الناحية القيميّة، ولكن على الرغم من ذلك، فإنّ هذا الجيش لا يستطيع تقديم الجواب لكلّ التهديدات والتحديّات لإسرائيل، والمُعضلة أنّهم هنا في إسرائيل، يرفضون التسليم بهذا الأمر".
وقال أيضًا "إنّ تهديد إسرائيل بالجيوش النظاميّة العربيّة قد انخفض كثيرًا، ليس لأنّهم باتوا يُحبوننا، بل بسبب التشرذم الذي حلّ بهم، الجيش باستطاعته أنْ يُعالج تهديد الإرهاب، ولكنّه لا يعرف أنْ يُعالج الأسباب التي ولدّت الإرهاب".
وتابع "إنّ مَنْ نسي عليه أنْ يتذكّر، أن حماس، تماما مثلما كانت منظمة التحرير الفلسطينيّة، تؤمن بضرورة إزالة إسرائيل عن الوجود، ولكن من المُلاحظ أنّ تغييرًا ما حصل في حماس من الناحية الأيديولوجيّة"، مُضيفًا أنّ الجيش الإسرائيليّ يعرف كيف يقتل من نعتهم بالإرهابيين، ويعرف كيف يُعالج مشكلة الأنفاق، ولكننّي لا أعرف جيشًا في العالم بإمكانه أنْ يتمكّن من تغيير أيديولوجيّة أو نظام حكم".
ولفت إلى أنّ تجارب "إسرائيل" في تغيير أنظمة الحكم في الشرق الأوسط لم تكن ناجحة بالمرّة، والدليل على ذلك، هو تغيير الحكم في لبنان بعد حرب العام 1982، وقال: "أطلب من الجميع أنْ يتعلّموا من درس لبنان، وأنْ يطّلعوا جيّدًا ماذا حدث لإسرائيل في الحرب الأخيرة عندما حاولت الإجهاز على حكم حماس في قطاع غزّة، إنّ السياسة الإسرائيليّة الخاطئة في تعاملها مع لبنان ومع قطاع غزّة أدّت بشكل أوْ بآخر إلى نشوء حزب الله في لبنان، ونشوء حماس في قطاع غزّة، وحماس برأي ساغي هي الممثل الشرعي والحقيقيّ لحوالي 1.8 مليون فلسطينيّ يسكنون في قطاع غزّة".
وختم ساغي حديث بالقول: "إنه بالنسبة لحركة حماس تعتبر الحرب الأخيرة انتصارا، ذلك لأن حماس صمدت أمام الجيش الإسرائيلي حوالي خمسين يوما، وأنها ما زالت تتحكم بقطاع غزّة"، مشيرا إلى أن إرادة القتال لدى تنظيمات من على شاكلة حزب الله وحماس لا يُمكن تدميرها أوْ شطبها، هذا صراع غير متكافئ لا يُمكن الانتصار فيه، الجميع في "إسرائيل" يُكيلون المديح لعملية السور الواقي في العام 2002 (إعادة احتلال الضفّة الغربيّة)، ولكن ماذا يُفيدنا هذا المديح، تساءل ساغي".



