قال المفوض العام للأونروا، "أن عشرات الآلاف من الأطفال في غزة مازالوا في عداد النازحين بعد 50 يوما من العدوان على غزة، حيث سيبقى آلاف منهم محتمين في مدارس وكالة الغوث لعدة أشهر مقبلة بسبب تدمير منازلهم. في حين يجري إصلاح المدارس المدمرة بفعل القصف الإسرائيلي".
جاءت أقوال المفوض العام للأونروا في بيان صحفي، وقال أيضا إنه "بينما يستعد الأطفال في أجزاء كثيرة من العالم لبدء عامهم الدراسي الجديد، فانه سيكون على نصف مليون طفل من اللاجئين الفلسطينيين أن يعودوا إلى أكثر من 650 مدرسة تابعة للأونروا في لبنان والأردن والضفة الغربية وغزة وسوريا، لكن الكثير منهم لا يستطيعون".
وفي إشارة لمعاناة الأطفال في سوريا قال: " إن 42 مدرسة في سوريا من أصل 118 مدرسة تابعة للأونروا لا تزال تعمل الآن ضمن ثلاث نوبات متتالية، حيث تُشغل الوكالة أيضاً فصولاً دراسية في 36 مبنى بديلا".
وفي حديثه عن التحديات التي تواجه الأطفال في حال عودتهم إلى المدارس قال " إن صدمة فقدان المنازل وزملاء الدراسة تؤثر في قدرتهم على التعلم"، مؤكدا "تسرب العديد من الأطفال الأكثر فقراً من المدرسة بسبب تخفيض أسرهم للنفقات في سبيل البقاء".
وأضاف، "إن عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين قد نزحوا من سوريا إلى الدول المجاورة - إلى لبنان والأردن على وجه الخصوص. وهنا يواجه الطلاب المسجلون في مدارس جديدة صعوبة في التأقلم مع أقرانهم الجدد والتكيف مع المنهاج الجديد".
وبخصوص الضفة الغربية قال البيان، "إن القيود المفروضة على الحركة، والتهجير القسري لبعض الفلسطينيين البدو والمجتمعات الزراعية يؤثران على فرص الحصول على التعليم لأبناء تلك المجتمعات".
وقال المفوض العام للأونروا بيير كراهينبول إن "الصراع والحرمان مسّا أطفال لاجئي فلسطين في غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا. وفي حين جلب وقف إطلاق النار في غزة في السادس والعشرين من آب ارتياحاً مرحبا به بالنسبة للأطفال الذين تحملوا أسابيع من العنف الهائل، فإن أياً من 241,000 طالب وطالبة لن يتمكنوا من العودة إلى المدرسة في الوقت المحدد، وأن الأمر سيستغرق وقتاً بالنسبة لهم ليتمكنوا من اختبار أي شيء قريب من روتين المدرسة العادية، ومع ذلك ستشكل عودتهم إلى الفصول الدراسية في نهاية المطاف رسالة قوية من الأمل".
وأكد المفو ض الأممي في بيانه إن الأونروا تلتزم ببذل كل ما في وسعها لمساعدة الأطفال المتضررين من الصراعات من أجل الحصول على حقهم في التعليم. حيث شمل ذلك إقامة نقاط التدريس المؤقتة لتمكين الأطفال النازحين في سوريا من الوصول إليها، وتنفيذ خطة التعليم في حالات الطوارئ في غزة، والتي سوف تتضمن التدخلات النفسية والاجتماعية واستخدام تكنولوجيا جديدة وبرامج التعليم عبر فضائية الأونروا إلى جانب مواد التعلم الذاتي لجميع الأطفال.
وأضاف، " بأن مبادرات الأونروا الأخرى لتحسين البيئة التعليمية للاجئين الفلسطينيين المتضررين من النزاع في سوريا مشروع "صوتي - مدرستي"، والذي سوف يوظف تكنولوجيا الاتصال الحديثة لربط فصول دراسية في سوريا والأردن ولبنان مع فصول دراسية في المملكة المتحدة. حيث ستسمح محادثات الفيديو عبر الإنترنت- المدعومة من الشركة البريطانية التعليمية الاجتماعية و "ديجيتال إكسبلورر" ومنصة "سكايب" العالمية- للطلاب الدفاع عن حقهم في التعليم ومستقبله وتبادل الأفكار حول ما يحسن جودة التعليم".