عمت الاحتفالات بانتصار المقاومة الفلسطينية في غزة كافة المدن الفلسطينية المحتلة كما واحتفل آلاف الفلسطينيون والعرب بما أنجزته المقاومة الفلسطينية على الأرض لرفع الحصار الظالم عن قطاع غزة.
فقدر خرج الآلاف من الفلسطينيين في القدس ونابلس ورام الله وبيت لحم وطولكرم وقلقيلية والخليل لمشاركة أهالي غزة بانتصار المقاومة الذي اعلنته الفصائل الفلسطينية أمس بعد موافقة الاحتلال على الشروط التي أصرت عليها المقاومة منذ الجولة الأولى من المفاوضات.
وفور هذا الإعلان خرج عشرات آلاف الفلسطينيين في مدن غزة وخان يونس ورفح وفي مخيمات القطاع حاملين الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل, ومرددين هتافات تشيد بالمقاومة وسط إطلاق الرصاص والألعاب النارية.
إحباط وشعور بالهزيمة
في المقابل, أكدت كافة وسائل الإعلام الإسرائيلية أن دولة الاحتلال أصبحت على حالة إحباط لم يسبق لها مثيلا بعدما فشلت في تحقيق أهدافها, وعلى رأسها توجيه ضربة قاتلة لمقاومة الفلسطينية, ونزع سلاحها.
كما أن رؤساء البلدات المتاخمة لقطاع غزة عبروا عن غضبهم لأن حكومتهم وجيشها لم يحققوا أي إنجاز، ووصف بعضهم اتفاق الهدنة المفتوحة بأنه اتفاق استسلام وخضوع لغزة، في حين رفض عشرات المستوطنين العودة منازلهم التي هربوا منهم تحت وقع قذائف وصواريخ المقاومة في مستوطنات محيط غزة.
ومع ساعات الصباح الأولى اليوم أدخلت قوات الاحتلال عشرات الشاحنات المحملة بالبضائع والمواد الغذائية ومواد البناء لقطاع غزة إيذانا باستئناف الإدخال الدائم لهذه البضائع.
المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية "عاموس هرئيل" قال "إن هناك خيبة أمل لدى الجمهور الإسرائيلي من نتائج الحرب، ومن توقيع الاتفاق مع الفصائل الفلسطينية في القاهرة".
وأضاف هرئيل أنه "مع إعلان وقف القتال أمس سمعت بإسرائيل أصوات النحيب من اليمين واليسار، وهذا الشعور بخيبة الأمل مفهوم بالنظر إلى فارق القدرات العسكرية والاقتصادية بين الطرفين.
هدوء متبادل
وعلى الأرض, نشطت الحركة صباح اليوم في قطاع غزة، حيث خرج السكان إلى الشوارع لقضاء شؤونهم وتفقد ممتلكاتهم بعد التدمير الواسع الذي أحدثه القصف الإسرائيلي.
وقال جيش الاحتلال إنه لم تطلق أي صواريخ أو قذائف من قطاع منذ سريان الهدنة, كما لم تسجل أي غارات جوية منذ السابعة من مساء أمس.
وأسفر العدوان عن استشهاد نحو 2150 فلسطينيا، وإصابة 11 ألفا آخرين, وتدمير آلاف المنازل, وأحدث ضررا جسيما في البنية التحتية.
بنود الاتفاق
وتشمل بنود الاتفاق على السماح بدخول المساعدة الإنسانية ومواد إعادة الإعمار في القطاع، حيث قالت وزارة الخارجية المصرية "إن الجانب الإسرائيلي وافق على السماح بدخول المساعدة الانسانية ومواد إعادة الإعمار الى قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار الذي اعلن".
ووقف متبادل لإطلاق النار بالتزامن مع فتح المعابر والصيد البحري انطلاقا من 6 أميال، حيث أوضحت الوزارة أن المبادرة المصرية لوقف القتال تتضمن "وقف اطلاق النار الشامل والمتبادل بالتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزة و"إسرائيل" بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية ومستلزمات إعادة الإعمار والصيد البحري إنطلاقا من ستة أميال بحرية".
كما يشمل استمرار المفاوضات غير المباشرة حول الموضوعات الخلافية (الميناء والمطار والأسرى) خلال شهر من بدء تثبيت وقف إطلاق النار".