قال الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية "غيورا آيلند": "إن الواقع الذي وقعت فيه إسرائيل في حربها على قطاع غزة لا سيما الأسبوعين الأخيرين منها لا يمكن أن نصفه إلا بكلمة واحدة وهي الارتباك".
وأوضح الكاتب الإسرائيلي في مقال نشره على موقع الصحيفة بأن حالة الارتباك الذي تعيشها "إسرائيل" نتيجة 3 تقديرات مغلوطة والتي تتمثل بالآتي:
الأولى: كنا قد أخطأنا في تقدير الوضع في قطاع غزة، حيث كان معروف لدينا بأن في غزة منظمة "إرهابية" اسمها حماس، تقوم بالتضييق على 1.8 مليون مواطن فلسطيني، إلا أنه تبين لنا عكس ذلك تماما وذلك على مدار ثماني سنوات لم يكن وضعا كهذا.
وزعم بأن قطاع غزة بحكم الأمر الواقع يعد دولة بكل معنى الكلمة، وإن حركة حماس هي المسيطرة عليها، وكذلك تتمتع بشعبية واسعة، ولولا ذلك لما كان ممكنا لحركة حماس بناء منظومة عسكرية قوية بهذا الشكل.
أما التقدير الثاني: هو أن "إسرائيل" لم تنتصر في هذه المعركة، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال حاول إنهاء المعركة العسكرية قبل نحو أسبوعين بما وصفه التعادل بين الطرفين، مستدركاً بالقول "لكننا أخطأنا التقدير في أن حماس ستضطر لقبول كل إملاء نمليه نحن والمصريون عليها، وبقت صامدة طوال تلك الفترة.
ويرى الكاتب بأن التقدير الثالث الذي أخطأت "إسرائيل" فيه وهو يتمثل في منح "إسرائيل" ومصر السلطة الفلسطينية قوة سياسية في قطاع غزة، لكننا كنا السبب الرئيس في تعزيز نهج المقاومة الذي تتبناه حماس والفصائل الأخرى، فنظرة سكان قطاع غزة لرجال حماس تختلف عن نظرتهم لأجهزة السلطة التي من المتوقع أن تأتي على معبر رفح.
ويتساءل الكاتب بأنه، ما العمل في ظل أن "إسرائيل" مقتنعة تماما بأن حرب استنزاف أمام حماس خيارا غير مرغوب فيه، كما أنها تعلم بأن الغارات الجوية لن تخضع قطاع غزة، لافتا إلى أن الوضع القائم لن يكون في يد "إسرائيل" ولا مصر ولا السلطة الفلسطينية بل في يد حركة حماس فقط.