خصصت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أمس قسما كبيرا من تغطيتها الإعلامية للعدوان على قطاع غزة على عملية اغتيال القياديين الثلاثة في كتائب القسام: محمد أبو شمالة ورائد العطارومحمد برهوم.
وحاولت الصحيفة عكس صورة لقرائها أن هذه العملية قد تكون ضربة قوية لحماس ستجبرها على القبول بالرجوع لطاولة المفاوضات وبالحد الأدنى من المطالب التي كانت تطالب بها في بداية العدوان على القطاع، غير أنها عادت لتقول على لسان أحد كتابها "إن هذه الحركة لديها نبع لا ينضب من القيادات، وهذا يثير الإحباط لدى كل المستويات في الحكومة والمجتمع الإسرائيلي.
وأبرزت الصحيفة في صفحتها الأولى أن الاستخبارات الإسرائيلية ترصدت أبو شمالة بوصفه مهندس الأنفاق، والعطار بوصفه قائد عملية أسر الجندي غلعاد شاليط، وبرهوم بوصفه المسؤول عن إدخال الأسلحة إلى قطاع غزة، مدة 20 عاما، وأنها انتظرت مدة شهر ونصف حتى لاحت الفرصة، فجر يوم الخميس.
الكاتب والمحلل السياسي في الصحيفة "ناحوم برنياع" قال إنه "بعد 46 يوما من الحرب، يبدو أن هذه الحرب أصبحت الأطول في تاريخ إسرائيل، وأنه أطلق ذات مرة على مثل هذه الحروب "حرب استنزاف"، مشيرا إلى أن الهدف الذي تحدث عنه نتنياهو، وهو "أن يتمكن الإسرائيليون من النوم بهدوء"، لا يزال بعيدا عن أن يتحقق".
من جهته كتب إيتان هابر أن نجاح عملية اغتيال القادة الثلاثة يعود أساسا إلى الشاباك والاستخبارات العسكرية، بيد أنه يستدرك بالقول "إن ما يثير الإحباط هو حقيقة أنه يوجد عدد كبير من القادة العسكريين لدى حركة حماس، وأن سيأتي قادة جددا مكان القادة الذين تم اغتيالهم". وبحسبه فإن "الإنجاز يقتصر على مجرد اغتيالهم فحسب، وليس إنجازا غير عادي".
ويضيف هابر أنه في هذه الحالة يمكن القول "لا يوجد إنسان لا بديل له"، وقد يأتي مكانهم قادة أفضل، وتدرك الأجهزة الأمنية الإسرائيلية جيدا أن هناك تيارا لا ينتهي من المقاتلين، وأن هناك بدائل لمن تم اغتيالهم، في حين تعيش إسرائيل كلها من محاولة اغتيال إلى محاولة ثانية".
وكتب إيتمار آيخنر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يعتقد أن الضربات التي توجه لحركة حماس تسمح لإسرائيل بأن تحسن من مكانتها في المبادرة المصرية ولكن وحتى لو وافقت حماس على ذلك فلا يبدو أن لنتانياهو غالبية في المجلس الوزاري للمصادقة عليها، لكونها لا تتضمن نزع أسلحة المقاومة في قطاع غزة.
وأشار إلى أنه في المقابل، يجري العمل على ثلاث مبادرات مختلفة لإنهاء الحرب عن طريق مجلس الأمن: مبادرة أردنية، وأخرى بريطانية ألمانية فرنسية، وثالثة أميركية، في حين تشير التقديرات إلى أن الطرفين لن يعودا إلى القاهرة في الأيام القريبة، وحتى ذلك الحين فإن المستوى السياسي طلب من الجيش تكثيف الهجمات على قطاع غزة، وصادق على تجنيد 10 آلاف من جنود الاحتياط.