دخلت التهدئة المؤقته في قطاع غزة يومها الثالث والأخير، وبينما ينشغل الغزيون بدفن شهدائهم وتفقد ما لحق بهم من دمار كبير، تتواصل المباحثات في القاهرة بشأن التوصل لوقف شامل لإطلاق النار تصرّ فصائل المقاومة أن يكون ضمن شروط أعلنتها مسبقا.
ومنذ دخلت التهدئة حيز التنفيذ صباح الثلاثاء المنصرم لم يسجل فيها أي خرق سوى واحد نفذته قوات الاحتلال ظهر الأمس حين أطلقت النيران على سيارة تابعة للبلدية في منطقة حدودية شرق الشجاعية، وهو ما سمح لسكان القطاع باستعادة حياتهم الطبيعية بشكل تدريجي وبطيء نوعا ما، وساعد فرق الإغاثة على مواصلة أعمالها في انتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض.
ووفقا لآخر احصائية رسمية من وزارة الصحة بلغت الحصيلة 1886 شهيدا وأصيب 9806 نتيجة العدوان الذي بدأ في الثامن من يوليو/تموز الماضي.
علما أنه قد تعذّر على الطواقم الطبية والاغاثية والهيئات والمنظمات الدولية -نتيجة الدمار الهائل- الوصول إلى كثير من الأماكن التي تعج بآلاف الأطفال الذين فقدوا أسرهم ودمرت بيوتهم، عدا عن وجود 850 من الجرحى حالاتهم خطرة تستدعي نقلهم للخارج لضعف الإمكانيات الطبية في القطاع.
وقدرت هيئات محلية حجم خسائر القطاع نتيجة العدوان بما يصل إلى تسعة مليارات دولار، وقالت إن المساعدات التي وصلت لا تزال متواضعة جدا مقارنة بحجم الدمار.
وشهدت الشوارع انتشارا لرجال الشرطة وتحرك الناس من أجل توفير بعض احتياجاتهم، لكن البنية التحتية في القطاع تعاني أوضاعا صعبة للغاية مع انقطاع الكهرباء وعدم توفر الماء الصالح للشرب والاستخدام.
مباحثات القاهرة
من جانب آخر تستمر في العاصمة المصرية المباحثات بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي لبحث شروط التهدئة الشاملة ووقف إطلاق النار، وقالت مصادر اعلامية إن الوفد الفلسطيني سيتلقى اليوم ردا أوليا من الاحتلال بشأن المطالب التي قدمها في وقت سابق.
وتشترط المقاومة تحقيق عدد من المطالب أهمها رفع الحصار عن قطاع غزة المستمر منذ ثماني سنوات بشكل كامل، وإطلاق سراح الأسرى المحررين الذين أعيد اعتقالهم مؤخرا، وتطالب بميناء بحري يصل غزة بالعالم، فيما يتحدث الاحتلال عن مطالبته بنزع سلاح المقاومة شرطا لإعمار غزة.
ونفى عزام الأحمد - رئيس الوفد الفلسطيني للقاهرة- وجود أي اتفاق لتمديد التهدئة الحالية، وهو نفس ما أكده القيادي في حماس إسماعيل رضوان الذي قال إن تجديد الهدنة مرتبط بتحقيق الاحتلال المطالبَ الفلسطينية على أرض الواقع.
وجاء ذلك بعد أن قال مسؤول إسرائيلي كبير لوكالة الصحافة الفرنسية إن "إسرائيل لا ترى أي مشكلة في تمديد وقف إطلاق النار بلا شروط"، ولم يستبعد المسؤول -الذي رفض كشف هويته- أن يكون التمديد مفتوحا.
بينما أكدت فصائل المقاومة أن عناصرها لم يغادروا مواقعهم وأنهم جاهزون لاستئناف ضرباتهم وعملياتهم في حال عدم الاستجابة لمطالبهم، بينما أعلنت كتائب القسام وسرايا القدس أنها ستواصل إطلاق الصواريخ مجرد ما أن تنتهي التهدئة صباح غد الجمعة، في حال لم يستجب الاحتلال لمطالب المقاومة.