قطعت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس فجر اليوم كل الآراء التي تحدثت طيلة نهار يوم أمس الجمعة حول الجندي الذي اتهمت قوات الاحتلال المقاومة الفلسطينية في غزة بأسره خلال معركة عنيفة واجهتها قوات الاحتلال في منطقة "كرم أبو سالم" شرق محافظة رفح جنوب قطاع غزة أمس.
بيان كتائب القسام الذي أذيع بعد منتصف الليلة الماضية أجاب على العديد من الأسئلة التي تداولها النشطاء الفلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وما احاط تلك الحادثة من غموض في التفاصيل، وشك من قبل المراقبين.
قالت الكتائب في بيان لها "إن الكتائب لا تملك أية معلومات عن عملية أسر الجندي "جولدن" أمس في رفح، وأن إحدى مجموعاتها التي تصدت لتوغل قوات الاحتلال داخل حدود مدينة رفح أمس قد فقد الاتصال بها، مرجحة أن يكونو قد استشهدوا وقتل معهم الجندي الذي تحدث الاحتلال عن أسره في المنطقة".
وأضافت الكتائب "إننا في كتائب القسام لا علم لنا حتى اللحظة بموضوع الجندي المفقود ولا بمكان وجوده أو ظروف اختفائه".
هذا البيان الذي أذاعته الكتائب، فاجئ الاحتلال الإسرائيلي ودفع المعلقين السياسيين والعسكريين في وسائل الإعلام العبرية إلى إبداء إعجابهم بالطريقة التي تدير بها كتائب القسام للمعركة الإعلامية إلى جانب المعركة على الأرض.
القناة الثانية العبرية علقت على البيان بالقول "إن البيان فاجئ شرائح واسعة من الجمهور وقادة الجيش، لم يكون أحد يتوقع أن يكون على هذه الدرجة العالية من الواقعية والصدق، على مستوى نشر مقتل عناصر الكتائب".
وأضافت القناة "هذه الدرجة العالية من المصداقية زادت من رصيد الثقة ببيانات وتصريحات الكتائب لدى الجمهور الإسرايئيلي قبل الجمهور الفلسطيني، وكان على مستوى عال من الحرفية والمناورة، فهو لم يعط جوابا شافيا للإسرائيليين من جهة، وبصورة أو بأخر لم يفند الاعتقاد السائد لدى المستويين السياسي والأمني في إسرائيل بأن الأسير لا يزال في أيدي القسام، وهذه نقطة أخرى تحسب للكتائب وماكناتها الإعلامية في إدارة المعركة النفسية مع الجيش".
هذا البيان من كتائب القسام زاد من حيرة الإسرائيليين وجعلهم يفكرون أكثر الآن في مصير الجندي "جولدن" الذي يعرف بين عناصر جيش الاحتلال بيمينيته الحاقدة، فقد أصبح على أجهزة الأحتلال الأمنية الإجابة عن سؤالين في هذه المناورة، الاول هو ما هو مصير الضابط المفقود؟ هل هو أسير أم مقتول، والثاني: ما الذي تخبئه كتائب القسام من مفاجآت قادمة خلال الساعات القادمة؟.
ترجيح الكتائب لاحتمالية القتل مع المجموعة التي نفذت العملية عل افتراض أن مجموعاتها هي من نفذت عملية الأسر، يزيد من احتمالية وجوده تحت الأرض في أحد أنفاق المقاومة، ولكن لسبب أو لآخر لم يعد هناك اتصال مع المجموعة المنفذة خوفا من عمليات رصد واستهداف من قبل الاحتلال الذي أعلن أن مصير جنوده الذين يعترضون لعمليات الأسر يكون رهينة لطائراته بتفويض من عائلات الجنود والجنود أنفسهم".
الاحتمال الآخر لدى الإسرائيليين أن الجندي قد أسر ولكن بنفس طريقة أسر الجندي شاليط، من خلال عملية مشتركة مع أجنحة عسكرية أخرى، وأن بيان الكتائب ما هو إلا مناورة جديدة لخلق نوع من التخبط لدى أجهزة الامن الإسرائيلية ودفعها على التسليم حتى لا تثقل قائمة المطالب التي اشترطت المقاومة تنفيذها مقابل وقف إطلاق النار.
الفلسطينيون من جهتهم يرجحون ما رجحته كتائب القسام، وهو أن يكون الجندي قد تعرض للأسر بالفعل على يد مجموعة مسلحة، لكن نتيجة ظرف معين تم قتله إما على يد طائرات الاحتلال أو على يد المنفذين أنفسهم.