آثرث الصمت فالتأمل في الفترة السابقة ,علِ أصل لقراءة متوازنة في كل ما يحدث علي ساحتنا الفلسطينية والعربية ,فعجزت عن الوصول لقراءة متوازنة أو حتي الإستمرار في الصمت والتأمل .
"هذا المقال هو كوكتيل فلسطيني , يُعبر عن حالة "الإرباك" التي تنتابني الأن كما واقعنا العربي تماماً"
أولاً: عن أوباما وأبومازن
"أعرف أنني عندما أمشي علي هذه الأرض ,,أمشي علي أرض تاريخية للشعب اليهودي ",هكذا قال بالأمس أوباما ,
والسؤال الذي تبادر الي ذهني فورا ً ,هل ما زال الرئيس عباس يريد إستقبال أوباما ؟
أدرك كل الإدراك مدي غرابة إن لم يكن سخافة هذا السؤال ؟ لكنه السؤال الوحيد الذي يناسب هذا الموقف السخيف ..!!
إستقبلت إسرائيل أوباما استقبال الأبطال و"معها حق " فصراحة لو كنت مكانهم لفعلت مثلهم إن لم يكن أكثر فالرجل قد قال في حقهم ما لم يقله عاشق في محبوبته ..
ونحن أيضا ,, أو عذراً قيادة منظمة التحرير الفلسطينية إستقبلته إستقبال الأبطال , ربما يكن التبرير القادم من أروقتة المنظمة بأنه " رئيس الدولة الكبري" أو ربما ذلك هو العرف الدبلوماسي ,لكن الغريب هو تلك الإبتسامة العريضة علي وجه الرئيس عباس وهو يستقبل أوباما رغم كل ما قاله بالأمس .. وربما يُبررُ أيضا بأنه "الرئيس الضيف" أو ربما إستناداً للحديث الشريف "تبسمك في وجه أخيك صدقة".
لكن ماذا عن المؤتمر الصحفي؟ .. لم يعلق الرئيس أوحتي يتطرق الى أيٍ مما قاله أوباما بالأمس ..فمثلا لم يعاتبه ..أو حتى لم يقل بأن هذه الأرض أرضنا .وإن كان للدبلوماسية إلتزاماتها بعدم إستطاعة الرئيس نفي كلام "الرئيس الضيف" في وجوده ,كان عليه أن يؤكد حق شعبنا أو أن يذكر الحقيقة التاريخية "علي الأقل" ,أو أن يصرخ بأن أول من وطأت أقدامهم هذه الأرض هم أجدادنا لا أجدادهم كما قال أوباما .
ثم إتفق الرئيسان في حديثهما على أنهما سيبحثان سوياًعن فرصة لإحياء عملية السلام .. الغريب في الموضوع أن عباس "يصرح" بأنه لن يقبل الدولة اليهودية .. وأوباما "يصرح" أنه يبحث عن دولة فلسطينية بجانب دولة "يهودية" ,يعني أن الإثنان من البداية أبعد ما يكونا عن الإتفاق أصلاً ,فعلي ماذا يبحثان سوياً ؟
ثم عندما قال أوباما بأنه يشعر بمعاناتنا في قطاع غزة في ظل "حكم حماس" وأردف قائلاً بأن حماس ترفض "إدانة ووقف العنف" وأنها منظمة إرهابية , كان يجب علي الرئيس عباس "بصفته" رئيس المنظمة , أن يدافع عن فصيل فلسطيني"إتفقنا أو إختلفنا معه كليا" وأن لا يقبل بأي شكل من الأشكال إطلاق صفة الإرهاب علي حركة حماس .
إذن ..بإختصار لوين إحنا رايحين ... القصة طويلة ومعقدة ..لكن !!
أمريكا وإسرائيل والرئيس عباس ..جميعهم يريد تحريك المياه الراكده لعملية التسوية السياسية كلٌ وفق رغبته ..فإذا لم يتفق الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي علي إستئناف المفاوضات ستسعي الولايات المتحدة لإيجاد "أطراف صناعية" تكون قادرة علي تحريك العملية السلمية وفق رؤيتهم للحل !! أو هكذا أعتقد أنا ..
وأنا أعتقد أن الأطراف الصناعية باتت واضحة ..ممن رهنونا لسياسات البنك الدولي,وعلي خلاف ما كانوا يصرحون بالإستغناء عن المساعدات الخارجية ,أصبحت موازنتنا تعاني من عجز أكثر من نصف الموازنة المقترحة لعام 2013..ناهيك عن إغراق السلطة بالديون الداخلية..هؤلاء من وجهتهم دائما للبرلمان الأوربي والبيت الأبيض..وأصبحوا الأن يعملوان جاهدين لإسقاط قطاع غزة من حساباتهم ..
بإختصار وبالبلدي " الحد الأدني لأبو مازن "يلي يدوب يعجب شعبنا أصلاً "مش عاجبهم ..بدهم حد أدني أكثر وأكثر ..
ثانياً: عن أوباما وحماس.
حماس إستنكرت زيارة أوباما ورفضتها ووو .......... السؤال هو .. ما الفرق بين زيارة أمير قطر وأوباما ؟ أو ما الفرق بين أوباما وكارتر ؟
الأجابة .. كارتر هو مهندس إتفاقية كامبديفيد بين مصر وإسرائيل .. وأمير قطر علاقته بإسرائيل وأمريكا والقواعد العسكرية واضحة .. إذن ما الفرق وقد إستقبلت حماس أمير قطر إستقبال الأبطال وكارتر كأنه رسول السلام .. بإختصار يا سادة السياسة "قذرة" ,
سؤال أخر ,بما أن حماس تسعي لإزالة إسمها من قائمة المنظمات الإرهابية ,ماذا لو إعتزم أوباما زيارة غزة ..ماذا سيكون موقف حماس ؟
ثالتاً:وقفة خاصة عن حماس ومشاريع قطر
منذ أيام ,طرحت وزارة الأشغال في سلطة حماس إعلانا لتمليك شقق سكنية مشطبة في مدينة حمد "أمير دولة قطر" يتراوح ثمنها ما بين "30 ألف دولار الي 45 ألف دولار" علي أقساط شهرية ,"صورة الإعلان مرفقة أدناه"
السؤال هو .. هل "الخير" والمشاريع التي جاء بها أمير قطر لقطاع غزة وقت زيارته ,لسلطة حماس أم لمواطني غزة ؟ فهناك فرق !!
في أطار حملتها الإعلامية لإستقبال أمير قطر "أطرشت" حكومة حماس أذاننا بأن أمير قطر يجلب العديد من المشاريع الخيرية لشعبنا الفلسطيني وأنه سيبدأ بمشاريع لإعادة إعمار قطاع غزة ومن ضمنها مدينة حمد السكنية ..فما الذي جري ؟ ما الذي تغير ؟
مدينة حمد السكنية هي مدينة تبرعت قطر بتكاليف بناءها بالكامل ,إذن ليس لحكومة حماس أي دولار فيها ..فعلي أي أساس تبيعها وزارة الأشغال للمواطنين ,, كان الأولي بحماس توزيع تلك الشقق علي أصحاب البيوت المهدمة بدلاً من وضعهم المأساوي ,أو علي فقراء غزة وأبناء المخيمات الذين لا تصلح بيوتهم "للعيش الحيواني "
تحية خاصة : لشباب شعبنا الحر جداً الذين خرجوا اليوم في شوارع رام الله ليسمعوا صوت ضمير الشعب لأوباما بأنه ضيفٌ غير مرحب به في الأرض المقدسة.
ملحوظة أخيرة : نشكر أوباما علي رفضه زيارة قبر الشهيد ياسر عرفات ,فقد حافظ "من غير قصد" علي طهارة وقدسية بلاط الزعيم.