قررت مخابرات الاحتلال الإسرائيلي احتجاز جثمان الشهيد الطفل محمد أبو خضير الذي استشهد اليوم بعد خطفه على يد مجموعة من المستوطنين في شعفاط بالقدس المحتلة فجر اليوم بحجة تحويله للتشريح للتعرف على أسباب الوفاة، كما قررت منع إجراء جنازة له في مسقط رأسه في المخيم.
الاحتلال أقدم على هذه الخطوة في محاولة منه لامتصاص غضب الجماهير الفلسطينية الغاضبة، والتي خرجت منذ الإعلان عن العثور على جثمان الطفل مقتولا قرب بلدة دير ياسين في القدس المحتلة، حيث اندلعت مواجهات عنيفة أصيب خلالها عدد من الشبان وعناصر شرطة الاحتلال.
ومن وجهة نظر تحليلية، يبدو أن سلطات الاحتلال قررت اختبار مدى غضب الجماهير، من هذه الخطوة التي أججت المواجهات المندلعة في شعفاط ومحيطها حيث أقدم عدد من الشبان على إحراق إحدى محاطات القطار في المدينة.
وفي السياق ذاته، ذكرت القناة العاشرة العبرية نقلا عن مصادر في شرطة الاحتلال في القدس المحلتة أن المركبة التي استخدمها المستوطنون في خطف الطفل أبو خضيرة الذي عثر على جثته صباح اليوم الأربعاء قرب مخيم شعفاط، عثر عليها بمكان قريب من جثة الطفل في بلدة دير ياسين، وأن الفحوصات الأولية أشارت إلى وجود بقع من الدماء داخل المركبة.
وقد ذكرت مصادر فلسطينية أن "الفتى أبو خضير خطف من أمام مسجد في شعفاط أثناء توجهه لصلاة الفجر، حيث قام 3 مستوطنين متطرفين بخطفه وقتله".
وذكرت أن الشرطة كانت تلقت بلاغا من شخص قال إنه "شاهد مجهولين يدخلون شخصًا آخر عنوة إلى سيارة في حي بيت حنينا بشمال القدس، ثم تلقت بلاغًا من احدى العائلات باختفاء آثار ابنهم.
وبينت القناة أن توقعات شرطة الاحتلال بأن "تكون هذه الحادثة هي عملية إنتقامية بعد مقتل 3 مستوطنين في مدينة الخليل خلال الأيام الماضية".
هذا وذكرت مصادر فلسطينية أن أكثر من 57 شابا أصيبوا حتى الآن بالرصاص بينهم 9 بالرصاص الحي، في المواجهات المستمرة منذ ساعات الصباح في شعفاط، إثر نبأ استشهاد الطفل أبو خضيرة.
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز والرصاص المغلف بالمطاط ما أدى الى وقوع عدة إصابات في صفوف الشبان الغاضبين، فيما تغلق القوات كافة مداخل المخيم.
من جانبها دفعت قوات الاحتلال بقوات كبيرة إلى مدينة القدس المحتلة، ونصبت الحواجز وانتشرت بكثافة على نقاط التماس، في حين قام محتجون بتشويش حركة سير شبكة القطارات الخفيفة فاضطرت الشرطة إلى إغلاق محطة القطارات الواقعة في الحي الاستيطاني "بسغات زئيف" خشية اندلاع مواجهات.