أنهى الأمين العام لحزب "الشعب الفلسطيني"، بسام الصالحي، تلاوة البيان الختامي لاجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، في رام الله، مساء الاحد، ومن ثم طلبت رئاسة الجلسة من عضوين التحدث.
أيّد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ياسر عبد ربه، البيان، وأوضح إيجابياته "على الرغم من وجود تحفظات البعض على أحد النقاط الموجودة في البيان الختامي".
لم يستطع عبد ربه إكمال مداخلته، حتى قاطعه عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة عن "الجبهة الشعبية"، عبد الرحيم ملوح، قائلاً إن "هذا البعض هو أنا، واعتراضي على بند المفاوضات، لعلمنا أن هذه الشروط لن تكون لها قيمة، ودائماً كانت المفاوضات تجري من دون الالتزام الإسرائيلي بأي شروط فلسطينية. لذلك نحن ضد المفاوضات"، وفقا لما نشرته صحيفة "العربي الجديد" على موقعها الإلكتروني.
وتضيف الصحيفة "بعد ذلك، وقفت القيادية في "الجبهة الشعبية"، خالدة جرار، وقالت إنه "بناءً على رفضنا للمفاوضات، نحن ضد البند الذي يتحدث عن استئنافها ضمن شروط. وبناءً على ذلك ننسحب من الجلسة".
المفارقة أن جرار انسحبت مع جميع أعضاء وفد "الجبهة الشعبية"، لكن ملوح بقي في القاعة ولم ينسحب استجابة لموقف تنظيمه. الأمر الذي اعتبره البعض انعكاساً لحالة الانقسام والنزاعات الكبيرة بين جيلين من بين قيادات "الجبهة الشعبية"، وتحديداً ملوح وجرار، وهي خلافات يجري تداولها بين عناصر الفصيل اليساري منذ فترة، تقول الصحيفة.
وكانت جرار قد انتقدت بشكل لاذع اتفاقية أوسلو، وما قادت إليه من انهيار للقضية الوطنية الفلسطينية، ما دفع الرئيس محمود عباس للقول: "أنتِ الآن نائب في المجلس التشريعي بسبب هذه الاتفاقية".
ومن الأمور اللافتة، التي علم بها "العربي الجديد" من مصادر خاصة من داخل المجلس المركزي، ما قاله عباس لممثلي "الجبهة الديموقراطية"، التي عابت على الرئاسة عدم تحسين الأوضاع الاقتصادية للمواطنين الفلسطينيين، فعقّب عباس على الكلمة قائلاً: "لا نستطيع أن نحقق كل هذه المطالب، لأننا لا نملك المال لذلك، قدّمولنا مصاري من مصادركم أنتم".
وكانت كلمة "الجبهة الديموقراطية" من أطول الكلمات التي ألقيت في المؤتمر، إذ ألقاها القيادي في الجبهة، فهد سليمان، في حين كان من بين الحضور نائب الأمين العام لـ"الجبهة الديموقراطية" قيس عبد الكريم، وممثلها في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تيسير خالد.
وأشار مصدر مطلع، لـ"العربي الجديد"، إلى أن مَن كتب كلمة سليمان، هو الأمين العام لـ"الجبهة الديموقراطية" نايف حواتمة، وهو اختار مَن سيلقيها في المؤتمر.
ومن القضايا الإشكالية التي طرحها أعضاء المجلس المركزي حسب الصحيفة، مقاطعة "إسرائيل"، إذ شهدت هذه الجلسة تناقضا في المواقف "الفتحاوية"؛ ففي حين أكدت بعض القيادات في الحركة على أن المقاطعة تستهدف المستوطنات فقط، علت أصوات أخرى ممثلة بعضوي اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمود العالول، ومحمد اشتية، مطالبةً بمقاطعة "إسرائيل"، لأنه "لا يمكن التمييز بين الاحتلال ودولة الاحتلال". لكن هذه القضية ظلت إشكالية، ولم تقدم "فتح" رأياً حاسماً حولها.
ونقلت "العربي الجديد" عن مصادرها الخاصة أن الجلسات تميّزت بعدم الانضباط في الحضور والاستماع إلى الكلمات، إلا بحضور عباس، حين كانت القاعة تخلو من أعضاء كثر في غيابه، ولم يحضر جميع الجلسات لانشغاله، ولعدم قيام رئيس المجلس المركزي سليم الزعنون، بضبط الجلسات بحزم، وحتى في ظل وجود الرئيس، كان البعض يتهامس في أحاديث جانبية، ليأتي صوته من على المنصة شاجباً إياهم قائلاً: "بلا فلسفة".
ومن القضايا التي لقيت إجماعاً من الفصائل الفلسطينية كافة، بما فيها حركة "فتح"، كانت المطالبة بالتوقف عن التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، وتوجيه الانتقاد الكبير لاتفاقية باريس الاقتصادية، فردّ عباس على هذه الانتقادات بسخرية قائلاً: "إن التنسيق الأمني راح ييجي دوره، وكل شي بوقته حلو".
وحول اتفاقية باريس، أكد أبو مازن للمنتقدين أنه يجب إعادة النظر في بنود هذه الاتفاقية. وعقب الجلسة الختامية للمجلس المركزي، جرى التصويت على البيان، وتمت الموافقة بالإجماع، بعد انسحاب المعارضين، وهم ممثلو "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين".
نائلة خليل/ العربي الجديد