يبدو أن الاجتماع الختامي للمجلس المركزي لمنظمة التحرير كان أكثر أهمية من بقية الأيام التي سبقته، حيث يستنتج من البيان الختامي للاجتماع أن السلطة الفلسطينية والمنضوية تحت منظمة التحرير قد قررت التروي وأخذ مزيد من الوقت قبل الحكم على جولات المفاوضات الي أطلقتها مع حكومة الاحتلال بالموت.
البيان الختامي عكس حجم الأزمة التي تعيشها السلطة الفلسطينية أولا على صعيد الصراع الداخلي في اتخاذ القرار بترك المفاوضات وفي نفس الوقت الحفاظ على خط العودة إذا ما تأزمت الظروف أكثر، وثانيا على صعيد العلاقة مع بقية الفصائل الفلسطينية والإنجاز الذي تحقق بتوقيع اتفاق المصالحة، فهي تريد إقناع الجميع أنها وأخيرا عادت إلى ما كان مفروضا أن تقوم به منذ وقت طويل، وفي نفس الوقت عدم عكس صورة المتخلي عن الحل السياسي مع دولة الاحتلال والتي تقول إنه "لا يمكن أن يتم التوقيع على اتفاق سلام ما دام عباس يضع يده في يد عدو "إسرائيل" اللدود وهي حماس التي تقف من إسرائيل موقف الدولة المغتصبة".
المجلس المركزي الحلقة الوسيطة بين المجلس الوطني الفلسطيني واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وله صلاحيات اتخاذ القرارات في حال غياب أو عدم انعقاد المجلس الوطني، الذي يشكل أعلى سلطة في النظام السياسي الفلسطيني
حديث بسام الصالحي الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني الذي تلا البيان الختامي على الحضور ووسائل الإعلام، يبين ان موضوع المصالحة الفلسطينية كان الموضوع المهيمن على الجلسات الأخيرة للمجلس، وأن ثمة إجماع على أهميتها وضرورة المضي بها قدما دون اية معيقات.
وشدد البيان على ضرورة الاستعداد لمواجهة الضغوط المتوقعة بعد هذا الاتفاق مع حركة حماس، داعيا الدول الموقعة على اتفاقيات "جينيف" الأربعة إلى الضغط على "إسرائيل" للوقف عند مسؤولياتها تجاه الأراضي المحتلة.
وبين الاجتماع أن ثمة إجماع داخل المجلس على رفض تمديد المفاوضات وفقا للأسس السابقة التي ثبت فشلها، وأجمع المشاركون على أن وقف الاستيطان والانتهاكات في القدس شرط اساسي لأي مفاوضات مستقبلية، على أن تتأسس على مرجعية دولية ممثلة في قرارات الشرعية الدولية، والتشديد على مسألة الحدود باعتبارها القضية الأولى التي يجب بحثها في أي عملية سياسية، وربط تبادل الأراضي بمسألة الحدود.
ورفض المركزي في ختام اجتماعه الاعتراف بـ"اسرائيل" دولة يهودية. وحمل حكومة نتنياهو مسؤولية افشال الجهود الامريكية في المفاوضات، كما حملها مسؤولية انتهاك القانون الدولي الانساني، كما وضع مجموعة من الخطوات كرد على وقف اسرائيل للمفاوضات, وذلك بضرورة الانضمام للمعاهدات الدولية.