رجحت صحيفة "هآرتس" أن يكون الرئيس الأمريكي براك اوباما قد اسدل الستار على مبادرة السلام الأمريكية التي قادها وزير الخارجية جون كيري منذ شهر آذار من العام الماضي.
وأشارت الصحيفة في تحليل اخباري كتبه الصحافي براك رابيد، إلى انه رغم عدم رفع أوباما للعلم الابيض بشكل رسمي، الا أن اقواله خلال المؤتمر الصحفي توضح أن كلا من رئيس الحكومة نتنياهو والرئيس محمود عباس ليسا شريكين للسلام في هذه المرحلة.
بنظر أوباما، التي جاءت أقواله عفوية وغير مخططة: الرجلان ( نتنياهو وعباس) لا يريدان اتخاذ خطوات من شأنها حل العقدة المستعصية للصراع الاسرائيلي الفلسطيني من منطلق الحفاظ على مكانتهما السياسية.
وحسب الصحيفة فإن الرئيس أوباما أعطى لأمريكا اجازة من عملية السلام، بينما وصفها كيري بفترة انتظار ولكن بترجمة للعبرية البسيطة، كما يقول المحلل في "هآرتس" فإن الاثنين أعطيا الاشارة لبدء عملية الانسحاب الأمريكي من عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية.
وكان مصدر أمريكي قد كشف مؤخرا أن أوباما وكيري راجعا المواقف المحبطة للجهود الحثيثة التي بذلها كيري خلال الأشهر الثماني الماضية، والتي حظيت بدعم الرئيس الذي تدخل بشكل مباشر باستضافة نتنياهو والرئيس عباس في البيت الأبيض، كي يثبت لهما أن الولايات المتحدة لن تدخر جهداً في مساعيها لمساعدة الطرفين على التوصل لاتفاق سلام بينهما يوفر الاستقلال والكرامة للفلسطينيين والأمن لإسرائيل".
وراجع الرئيس أوباما مع الوزير كيري "الخيارات المتاحة للإدارة، للحفاظ على المفاوضات، ومنع انهيارها بالكامل في ضوء تعنت الطرفين. وبحث أوباما وكيري احتمالية ان تنأى الإدارة الأميركية بنفسها عن رعاية المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتنتهج سياسة "الإهمال الناعم" حيث أن الإحباط "يدفع بالإدارة للعمل بشعار أنه يصعب علينا أن نرغب في السلام أكثر من الطرفين".
"هارتس" نقلت، أن الرئيس أوباما يواجه ضغوطات بعدم الانسحاب قبل عرض مبادئ يتم حسبها حل القضايا الجوهرية للنزاع بما فيها اللاجئين والقدس، كيري سعيد بالفكرة لكن أوباما غير متحمس للخوض بمغامرة جديدة من المؤكد أن تتحطم على صخرة نتنياهو وعباس.
الانسحاب الأمريكي لن يتم خلال يوم واحد وسيواصل المتحدثون باسم الادارة القول في كل مناسبة أنهم لم يسحبوا أيديدهم ولن يتركوا الاسرائيليين والفلسطينيين وحدهم. ولكن في الواقع فان الأمريكيين سيخفضوا في الأشهر الستة القادمة من سقف تدخلهم في محاولات استئناف المفاوضات.ش