اختتم "منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال – تواصل" أعماله في مدينة إسطنبول اليوم الخميس (23 نيسان/ابريل) أعماله، بعد يوم من انطلاق أعماله، بحضور أكثر من أربعمائة شخصية ومؤسسة إعلامية ينتمون إلى ما يزيد على الثلاثين دولة حول العالم. وقد تداول المجتمعون على مدى يومين، ضمن برنامج إعلامي مكثف من الندوات والورش التخصصية واللقاءات التدريبية، مختلف جوانب العمل الإعلامي المعني بالقضية الفلسطينية، وتباحثوا في آليات تطويره وتعزيز التعاون فيما بينهم في جوانب العمل الإعلامي كافة، وخصوصا ما يتعلق بآفاق الإعلام الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي وما شهدته من تطور.
وشدد البيان الختامي للمنتدى على أنه جاء إحياءً "لعودة القضية الفلسطينية وحضورها المتميّز في الإعلام العربي والدولي". وأكد المنتدى في بيانه الختامي على "إيجاد الخطط والبرامج الإعلامية عبر وسائلها المختلفة لرصد وكشف وفضح حملات التشويه والتحريض التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، وتقديم خطاب إعلامي متوازن يجابه تلك الحملات". ودعا إلى التركيز والاهتمام بتطوير الخطاب والإنتاج الإعلامي الخاص بالقضية الفلسطينية والموجّه إلى المجتمع الغربي والدول غير الناطقة باللغة العربية، وإلى إيجاد قنوات اتصال وتواصل متخصّصة تخدم فلسطين بلغات مختلفة.
كما دعا إلى وضع "استراتيجية إبداعية خاصة بالحملات الإعلامية الداعمة للقضية الفلسطينية وتنويعها لتشمل عمقاً جغرافياً وجماهيرياً أكبر وتغطية إعلامية أعمق". ونبّه المنتدى إلى المخاطر التي تمرّ بها القضية الفلسطينية، "والتي تستهدف تصفيتها وإنهاءها إرضاءً لرغبة العدو الصهيوني، وتحقيقاً لمصالحه، وذلك باستهداف القدس والمسجد الأقصى، وحق عودة اللاجئين، واستمرار حصار غزة، ومصادرة الأراضي، وتذويب الهُوية العربية الفلسطينية". وأكّد على أهمية التواصل والحوار وتبادل الخبرات الإعلامية، وضرورة استمرار التقييم والنقد البنّاء لتطوير العمل الإعلامي الخاص بفلسطين، وتنسيق الجهود وتوحيد الطاقات الإعلامية خدمة للقضية الفلسطينية.
وقال البيان الختامي إنه "يُعلي من دور الإنتاج الفني في تعزيز حضور القضية الفلسطينية إعلامياً وتأثير ذلك على الرأي العام العربي والدولي من خلال إبراز عدالتها وحقيقة الصراع مع الاحتلال ومأساة الشعب الفلسطيني، مهيبًا بالمؤسسات الإعلامية العربية من قنوات فضائية ومواقع إلكترونية وإذاعات وصحف ومجلات الاهتمام الأكبر بالتغطية المتميّزة للحدث الفلسطيني وتطوّراته من خلال النقل المباشر والبرامج الحوارية والتحليلية وغيرها من الوسائل.
ودعا المنتدى المؤسسات والأكاديميات الإعلامية العربية والإسلامية والعالمية المساندة، لمساعدة المؤسسات والكوادر الإعلامية الفلسطينية لتطوير قدراتها وتنمية مهاراتها "لزيادة قدرتها على القيام بمسؤولياتها في مواجهة الإعلام الصهيوني". وحذر المجتمعون في منتدى "تواصل" من "المسلك التبريريّ لممارسات الاحتلال الإسرائيلي الذي تتبنّاه بعض الجهات الإعلامية المنحازة، ومحاولة تسويغ الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية، أو تلطيف جرائم الحرب التي يقترفها جيش الاحتلال، مع لوْم الضحايا الفلسطينيين ونزع صفة التحرّر الوطني عن كفاحهم المشروع".
وعبّر المنتدى في بيانه الختامي عن تقديره للتضحيات التي يبذلها الصحافيّون والإعلاميّون الفلسطينيون، معلنًا عن تضامنه معهم ودعمهم في مزاولتهم لمهنتهم رغم كلِّ العراقيل والصعوبات، كما أدان الانتهاكات والتعدِّيات التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحقّ وسائل الإعلام الفلسطينية.
وأعلن المنتدى عن إطلاق جائزة سنوية ترصد لفضائية أو شخصية إعلامية أو صحيفة أو موقع إلكتروني وتحدّد مواصفات الفائز من خلال حرصه واهتمامه بخدمة القضية الفلسطينية، مؤكدًا على ضرورة "تشجيع المواهب العربية والفلسطينية الشابة من خلال استضافتها في الفضائيات وتدريبها وإطلاق جوائز للإعلاميين الشباب المهتّمين بالقضية الفلسطينية". وتقدّم المنتدى بالشكر إلى جمهورية تركيا حكومة وشعباً على استضافة فعاليات هذا المنتدى على أرض إسطنبول، كما شكر جميع الشخصيات والمؤسّسات التي لبّت الدَّعوة وحضرت وشاركت باهتمام لإنجاح فعالياته وأهدافه، وأثنى على ما قدّموه من اقتراحات وأفكار تؤسّس لبناء إعلام متطور ومتجدد يخدم القضية الفلسطينية.