كشف تقرير للجنة الاستخبارات لمجلس الشيوخ الأمريكي قسما من الطرق المريبة التي تستعملها منظمة السي آي آيه في تحقيقاتها. حسب التقرير، كذب المحققون حين ادّعوا أن طرق تعذيبهم هي التي أثمرت اعتراف المحقق معهم. في الواقع، أُدليَ بالاعترافات حتى قبل التعذيب.
يشهد التقرير على أن فائدة التعذيب كانت هامشية وغير جوهرية. هذا بعد فحص عشرات ملفات التحقيق لمتهمين بالإرهاب. اقتبست صحيفة "الواشنطن بوست" من مسؤول في الحكومة الأمريكية الذي اطّلع على تفاصيل التقرير، وقال إن السي آي آيه لم يقل الحقيقة حينَ أظهر أن طرق تحقيقه مصدرٌ حصري للمعلومات الاستخبارية.
يدور الحديث عن تقرير ذي 6300 صفحة- الأشمل منذ تفجيرات 11.9.2001. فيه تُكشف سلسلة أماكن سرية للاعتقال والتحقيق والتي أقيمت في أنحاء العالم وألغيت أعمالها حين استلم أوباما منصب رئيس الولايات المتحدة.
إحدى الحالات البارزة المذكورة في التقرير هي حول مشبوه سُجن في زنزانة في كابل، وعُذب بطرق لا مثيل لها. أدخل المشبوه لوعاء ماء متجمد، وأبقي تحت الماء بلا تنفس. كذلك، ضرب بهراوة على رأسه.
يتبين من التقرير أن طريقة الإغراق في وعاء ماء متجمد كانت مقبولة على المحققين في حالات عدّة، وفي أغلبها لا تؤدّي إلى اعترافات خاصة من أفواه المحقق معهم. تبين في أغلب الحالات أن المحقق معهم أدلَوا بمعلومات استخبارية حيوية، وفقط بعد ذلك استخدمت معهم طرق تحقيق بشعة.
أبدَوا في مجلس الشيوخ الأمريكي غضبهم من طرق التحقيق هذه، والتي احتُجَّ لها بدعوى الحصول على معلومات استخبارية، ولم يكن تنفيذها ضروريًا. زيادة على ذلك، يبدو أن السي آي آيه ضلّل الكونغرس الأمريكي عندما ادعى ادعاءات متناقضة. يدعي السي آي آيه مقابل ذلك أن التقرير مضلل ومخرَج من سياقه، وحتى إنه يحوي أخطاء حول الحقائق. على أي حال، لقد وضّح الرئيس الأمريكي أنه لن تُتخذ إجراءات قضائية تجاه أي أحد من أعضاء السي آي آيه في أعقاب المعلومات الجديدة.