انتقدت قوى سياسية وحركات شبابية مصرية، ترشيح المشير عبدالفتاح السيسي نفسه للرئاسة مرتديا الزي العسكري، معتبره أن هذا مؤشر على "عسكرة الدولة" وأن ما جرى في 3 تموز/يوليو الماضي كان "انقلابا" بكل المعايير.
وأشار هؤلاء النشطاء إلى تصريحات السيسي عقب الانقلاب حينما أكد أنه "لن يترشح للرئاسة وليس له مطمعا في السلطة".
و قال أحمد إمام، المتحدث باسم حزب "مصر القوية" إن "السيسي أعلن ترشحه للرئاسة بارتدائه الزي العسكري، ما يؤكد أن العسكرة قائمة في الدولة، وأنه ضرب بعرض الحائط بكل المطالب الثورية التي نادى بها الشعب منذ 25 يناير 2011".
وشدد إمام في تصريحات صحفية اليوم الخميس (27|3) على أن حزبه "ثابت على مواقفه التي أكد فيها أن ما حدث في الثالث من يوليو انقلاب عسكري"، معبرا عن "عدم اقتناع حزبه بتحقيق نزاهة في العملية الانتخابية"، لافتًا إلي أن كل العوامل المحيطة تدل على أن القوات المسلحة تمهد الطريق للعودة إلي نظام الحكم العسكري من جديد.
وقال حسام مؤنس، مدير الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي حمدين صباحي، إن "إعلان السيسي ترشحه بالزي الرسمي للقوات المسلحة على التليفزيون الرسمي للدولة هو انتهاك واضح وغير مقبول"، بحسب تعبيره، مضيفًا "من حق المشير أن يعلن ترشحه، لكن بالزي المدني وليس بالزي العسكري".
وفي حركة "تمرد" التي انقسمت إلى فريقين مؤيد ومعارض لترشح السيسي، قال محمد عبد العزيز، أحد مؤسسي الحركة، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن "المشير عبد الفتاح السيسي أخطأ بإعلانه الترشح مرتديًا الزي العسكري"، معتبرا "الجيش المصري هو بيت الوطنية وملك كل الشعب".
وعلق الدكتور سيف عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة "القاهرة" على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قائلا "أن تعلن ترشحك بعد يومين فقط من حكم الإعدام الجماعي ... هذا يعني أن برنامجك واضح المعالم" وفق تعبيره.
واعتبر الشاعر عبد الرحمن القرضاوي، نجل الداعية العلامة الدكتور يوسف القرضاوي أن "ترشح السيسي خبر سعيد بالنسبة لي، لأن طريقنا للدولة المدنية صار أقصر .. ملايين المصريين صدقوا خطابات الزهد في السلطة .. وملايين المصريين ظنوا أن ما يحدث سوف ينقذ الدولة المصرية .. ولم يتخيلوا أن تتورط جميع مؤسسات الدولة يوما بعد يوم في معركة السياسة إلى حد أن يتصرف المجلس الأعلى للقوات المسلحة وكأنه هيئة عليا لحزب سياسي".