يصادف اليوم الخميس موعد الاعتدال الربيعي للعام الجاري في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وتتعامد الشمس في تمام الساعة السادسة و57 دقيقة من مساء اليوم، مع خط الاستواء الذي يقسم الكرة الأرضية إلى قسمين، شمالي، وجنوبي، حيث سيبدأ بذلك فلكيا فصل الربيع في النصف الشمالي وينتهي فصل الشتاء.
ويشكّل الربيع في فلسطين موسماً زراعياً هاماً، حيث ينشط خلاله العمل الزراعي في الحراثة والتعشيب وزراعة المحاصيل الصيفية والخضروات الصيفية البعلية منها والمروية، كما يكون موسم الحصاد للمحاصيل الشتوية كالقمح والشعير والبقوليات الشتوية، كالفول، والعدس، والبيقيا، وغيرها، وفيه تزهر أشجار الزيتون والأشجار المثمرة الأخرى.
ويحتل الفصل موقعًا مميزا في التراث الشعبي الفلسطيني، حيث كان الفلسطينيون يحتفلون بيوم "خميس البيض"، الذي يسمى أيضا "خميس الأموات"، و "خميس النبات"، وهو يوم يحييه الناس بتلوين البيض وتوزيعه على المقابر في الخميس الثاني خلال شهر نيسان، الذي يسمى كذلك "شهر الخميس"، كما يحتفل فيه الصبية بالتضارب بالبيض الملوّن وكسره "المكامشة"، تعبيراً عن عودة الحياة وتفتحها.
ويدقّ الرّبيع أبواب فلسطين هذا العام؛ وهي تقف أمام أفق سياسي مسدود، وأزمات اقتصادية واجتماعية شتى، فهل يشهد ولادة ربيع فلسطيني من نوع آخر، يورق كما أورقت هذه الشجرة الخضراء من بين الصخور الصّماء التي تحيط بها: