قال الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية "إن اتفاقية أوسلو فشلت على المستوى الفلسطيني والعربي، ولكنها نجحت عند الجانب الإسرائيلي بمعنى أنها حققت الأهداف التي كانت مرجوة منها بالنسبة "للإسرائيليين".
وأوضح البرغوثي خلال ندوة "عشرون عاماً على أوسلو" التي عقدت ضمن فعاليات اليوم الأخير من منتدى الجزيرة السابع المنعقد في الدوحة "كثيرا من الشعب الفلسطيني ومن الشعوب العربية كانوا يرون أن تلك الاتفاقية تعد إنجازا للفلسطينيين، لكنها في حقيقتها شقت الصف الفلسطيني بحجة حل المشكلة برمتها عن طريق المفاوضات والتسوية السلمية".
وأضاف "إلى جانب ذلك فقد خلقت حالة من التشتت في حركة التحرر الفلسطيني، وهمشت الشباب الفلسطيني لفترة طويلة، أما من الناحية "الإسرائيلية" فإن تلك الاتفاقية ضمنت فكرة القبول العربي بدولة "إسرائيل"، وكسبت هي بدورها وقتا طويلا لضمان استمرار الاستيطان والتهويد وضم الأراضي والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني.
وأكد البرغوثي أن المقاومة الآن تستعيد طاقتها من جديد بعد فشل مرور 20 عاما على اتفاقية أوسلو، وقال "رغم نجاح إسرائيل في أوسلو إلا أن إسرائيل فشلت في تصفية القضية الفلسطينية وفشلت أيضا في كسر الإرادة الشعبية الفلسطينية أو حل المشكلة الأكبر التي تخاف منها وهي المعضلة الديمغرافية".
وشدد على أن الفلسطينيين الآن ليسوا في مرحلة حل، ويجب على القادة أن يعووا ذلك الأمر، محذرا من استدراج الفلسطينيين من جديد لفكرة المفاوضات والحل السلمي خصوصا وأن "إسرائيل" الآن تشهد حكومة دينية يمينية متطرفة للغاية.
وأضاف الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية أن اسرائيل بعد كل تلك السنوات من الاحتلال تحولت إلى دولة تنتهج نظام الفصل العنصري، ونحن في فلسطين بحاجة إلى مشروع وطني جديد هدفه ليس التفاوض بل تغيير موازين القوى لتغيير المعادلة مع إسرائيل.
ويرى البرغوثي أن تلك الاستراتيجية يجب أن تستند الى 4 عناصر أولها المقاومة وخاصة المقاومة الشعبية، وثانيا الوحدة الوطنية من خلال إنشاء قيادة موحدة، وثالثا استنهاض أوسع لفرض العقوبات على "إسرائيل" ومقاطعتها بكل السبل، وأخيرا لابد من وجود سياسة اقتصادية جديدة تخص فلسطين تدعم بقاء الناس في القدس وكافة أنحاء فلسطين.