حجم الخطر الكبير الذي يمثله النظام الجديد في مصر على القضية الفلسطينية والأمة العربية هي الحقيقة التي لا نريد تصديقها ولازلنا نتعامل معها ببعض السطحية.
بالتزامن مع الحملة الإعلامية التي أدت إلى بروز النظام الجديد في مصر وتقلده الحكم بعد أن أطاح بالرئيس محمد مرسي في انقلاب عسكري، كانت حملة إعلامية فاشية تستهدف الفلسطينيين متذرعين بإتهامات لحماس وغزة ونعرف جميعاً أنها كاذبة.
استمرت هذه الحملات الإعلامية ضد المقاومة الفلسطينية وقطاع غزة في البداية وتركزت ضد حركة حماس ومحاولة شيطنتها ووصمها بالإرهاب وقد اقتنع كثير من المصريين بذلك وبعض العرب رغم سخافة الإتهامات.
فقد ورد مراراً أسماء لشهداء أو أسرى ضمن هذه الإتهامات ومن السخافة أن تكون بعض الإتهامات تشير إلى تورط عناصر حماس وإندساسهم لإشعال الثورة ومن ثم بعد نجاح الثورة في 25 يناير أو الهبة تكون حماس تقتل المتظاهرين الذين وحسب الإتهامات هم مندسون تابعون لها، وهذا لا يُعقل إلا أن بعض الناس لا أدري كيف صدقوا ذلك.
ومن خلال إعطاء بعض العناوين التي تشير إلى القدس وفلسطين لمجموعات يُفترض أنها تقوم بأعمال إرهابية وإلى الآن لم يتم الكشف عن أي جناة أو فاعلين يتبعون لجماعة مثل أنصار بيت المقدس أو أية ادلة دامغة تدلل على وجودها وقوتها، يؤكد بما لا يدع مجال للشك أن مثل هذه العناوين تستخدم بشكل مقصود للإساءة للقضية الفلسطينية دون أن يكون لها دور فاعل أو حقيقي ومؤثر سوى من بعض التفجيرات التي تشوبها الشبهات أكثر من الحقائق ولا تنال إلا من الضعفاء والمغمورين من المجندين.
ووصلت ذروة هذه الأمور وبانت نوايا هذا النظام الجديد بشكل واضح حين يستضيف أحد الإعلاميين المصريين المعروفين بولائهم الشديد للنظام الحالي وعلاقاتهم الأمنية بمؤسسات الدولة الحالية، محمد دحلان ليقوم بوصلة من الردح والشتائم وكيل الإتهامات كانت صحيحة ام خاطئة إلا أنها تسيء للشعب الفلسطيني.
ويعطي لقاء محمد دحلان انطباعا سيء لدى المواطن المصري العادي والعربي البسيط عن فلسطين وممثلينها ويؤكد الصورة الذهنية الخاطئة ضد هذا الشعب الذي دفع التضحيات تلو التضحيات في انتفاضات وثورات متتابعة.
إن دور الحلف الغربي ضد شعوب أمتنا يستهدف تفتيتها وحتى تفتيت المفتت منها، وتكون أزهى عصور "إسرائيل" أن تكون آخر إهتمامات العرب وأن ينشغلوا ببعضهم البعض عنها، وإن الدفع بكل الطرق نحو الإساءة للشعب الفلسطيني وإفقاد قضيته التعاطف العربي والإسلامي وهذا ما تبذل فيه المؤسسات المصرية الإعلامية وغير الإعلامية الجديدة جهداً كبيراً ما هو إلا خدمة مجانية أو غير مجانية للإحتلال !.
كان هذا النظام يدري أو لا يدري حقيقة ما يفعل، تبعيته مباشرة أم غير مباشرة لأعداء الأمة إلا أنه بكل تأكيد يخدمهم بأفعاله هذه، من هدم كل روح حرة مقاومة تأنف الظلم وإشاعة الإجرام والإقتتال والفحش.
إن كان من حسنة هذه الأيام فهي أننا في أيام قليلة عرفنا كفلسطينيين بشكلٍ دامغ وواضح حقيقة هذه القيادات الفاسدة المفرطة التي آخر اهتماماتها القضية الفلسطينية وأبناء الشعب الفلسطيني، وواجبنا كأبناء وشباب فلسطين من كافة التنظيمات أن نتركهم وننزع أية شرعية عنهم.
إن همتكم وطاقاتكم أيها الشباب أسمى وأغلى من أن تضيع في مهاترات بين أشخاص أضروا بالقضية الفلسطينية وما نفعوها، طاقاتكم هذه تحتاجها فلسطين ويحتاجها شعبكم، أتركوا هؤلاء لوحدهم، فإن ما يريده منا أعداؤنا أن ننسى الحقوق والثوابت وأن تقتلنا الأحقاد والضغائن، وهذا لن يكون بإذن الله بفضل وعيكم وإخلاصكم لدينكم ووطنكم، فلنرجع خطوة للخلف ولنبتعد عنهم وعن كل أعداء هذا الوطن الذين باتوا واضحين ونتقدم خطوات نحو فلسطين.