شبكة قدس الإخبارية

"غزوة واشنطن"... ما سيطلبه الرئيس عباس وما سيطلب منه

هيئة التحرير

ساعات قليلية ويلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالرئيس الأمريكي "باراك أوباما" في زيارة يجريها عباس لواشنطن، يعلق عليها آمالا كبيرة في إحداث كسر في جدار الجليد للمفاوضات التي يجريها مع الجانب الإسرائيلي.

عشية هذه الزيارة، هناك شبه إجماع فلسطيني على أن هذه الزيارة ستكون بمثابة اختبار لمدى صبر الرئيس عباس على الضغوط التي سيمارسها عليه "أوباما" للاعتراف بشرط رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" مقال تقديم بعض التنازلات للمضي قدما في خطة وزير خارجية الولايات المتحدة "جون كيري" للسلام"، وهو اقتناع عباس واعرافه بـ"يهودية إسرائيل" وقدرته على إقناع العرب بضرورة القيام بنفس الشيء.

حركة فتح من جهتها حشدت الجماهير ومناصريها في مسيرات دعم وتأييد لمسعى الرئيس عباس، والتأكيد على وقوفها وجماهيرها العريضة في صفه ضد أي ضغوطات قد يتعرض لها خلال هذه الزيارة، وهذا الموقف من فتح يعكس شيئين مهمين، هما "إما أن يكون الرئيس عباس مجبرا على هذه الزيارة ولن تكون هذه الزيارة بمثابة نزهة له، وإنما سيكون ما سيتعرض له بمثابة الكابوس الذي يفرض على مناصريه الوقوف إلى جانبه فيه، أو أن يكون الرئيس عباس قد قرر مسبقا أنه سيرضخ عاجلا أم آجلا للضغوط الامريكية وبالتالي يكون قد قرر تقديم "تنازلات صعبة" كما تعهد "أوباما" لنتنياهو بانتزاعها من عباس عند لقاءه.

الجانب الأمريكي استبق لقاء الرجلين بخطاب لوزير خارجيته "جون كيري"، حث فيه الرئيس عباس على "إتخاذ القرارات الصعبة التي ستكون ضرورية" قبل الموعد النهائي للتوصل لإتفاقية سلام مع إسرائيل في 29 إبريل نيسان.

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية عن اجتماع كيري وعباس الذي استمر ثلاث ساعات الأحد "إن وزير الخارجية شكر الرئيس عباس على قيادته وشراكته الحازمة خلال الاشهر القليلة الماضية وشجعه على اتخاذ القرارات الصعبة التي ستكون ضرورية في الاسابيع المقبلة".

"وأكد أيضا أننا في وقت مهم في المفاوضات وانه على الرغم من أن هذه القضايا موجودة منذ عشرات السنين يجب ألا يترك أي من الطرفين القرارات الصعبة في هذه المرحلة تقف في طريق (التوصل) لسلام دائم." ووصف المسؤول محادثات اليوم بأنها "صريحة ومثمرة."

ويلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع الرئيس عباس اليوم بعد نحو أسبوعين من لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال إنه مستعد للقيام"بسلام تاريخي" مع الفلسطينيين ولكنه لم يعرض تنازلات علنا.

ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية فتشير التقديرات إلى أن الرئيس الفلسطيني يحمل معه إلى العاصمة الأمريكية رفضا قاطعا لـ"اتفاق الإطار" الذي أعده كيري، لكنه سيبدي "انفتاحا مدروسا" على خيارات أمريكية أخرى، مثل تمديد المفاوضات حتى نهاية العام الجاري، في حال توافر خطوات تحظى بشعبية في الشارع الفلسطيني، من قبيل إطلاق سراح أسرى من وزن مروان البرغوثي وأحمد سعدات، والتوقف عن طرح عطاءات جديدة للبناء في المستوطنات.

وقال موقع "يديعوت" إن "لقاء عباس وكيري بحث المبادئ التوجيهية لاتفاق إطار لاستمرار محادثات السلام، وإمكانية تمديدها بعد انتهاء فترة 9 أشهر.

ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة" قولها "إن الرئيس عباس سيطلب الإفراج عن الاسرى بمن فيهم أحمد سعدات ومروان البرغوثي، وأيضا مطالبة بالإفراج عن الاسرى القدامى"، إلا أن الصحيفة قللت من احتمالية الإفراج عنهم في مقابل تمديد محادثات السلام، كما قللت من احتمالية أن توافق حكومة نتنياهو على تجميد البناء في المستوطنات، "لأن الجانبين بدءا محادثات السلام دون تجميد".

أوباما من جانبه من المتوقع أن يضغط على رئيس السلطة الفلسطينية لقبول الاتفاق الإطاري وتمديد المفاوضات حتى نهاية عام 2014 في مقابل تجميد الاستيطان والإفراج عن دفعة الاسرى الأخيرة من أسرى ما قبل اوسلو والمتوقع الافراج عنهم نهاية الشهر الحالي.

ومع اقتراب الموعد النهائي في 29 إبريل قلص المسؤولون الأمريكيون توقعاتهم قائلين "إنهم يحاولون الان صياغة "إطار عمل للمفاوضات" بحلول ذلك الموعد، وأشار كيري نفسه في 26 فبراير شباط إلى إن التوصل لاتفاقية سلام كاملة قد يستغرق تسعة أشهر آخرى.

ولا يبدو أن الجانبين حققا تقدما كبيرا واضحا لتضييق الهوة بينهما في القضايا الرئيسية في الصراع الدائر منذ أكثر من 60 عاما والتي تشمل الحدود والأمن ومصير اللاجئين الفلسطنيين ووضع القدس، كما أن عددا من الساسة الإسرائيليين مقتنعون أن رئيس حكومتهم إنما يضع الشروط والعثرات أمام تقدم المفاوضات لا يريد أنيوقع على اتفاق دائم مع الفلسطينيين لأن ذلك سيحتم عليه الحنث بوعوده التي .