نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية مقالة للكاتب الصحفى "جدعون ليفى" تحدثت فيه عن التهليل الإعلامى والسياسى للسفينة التي ادعلت سلطات الاحتلال انها ضبطتها في عرض البحر وكانت في طريقها لقطاع غزة.
وقالت ليفي في مقالته: "إن هذا الاحتفال يعتبر خداعا ذاتيا وتضليلا، فالأسمنت الإيرانى هدف إلى إخفاء الصواريخ، والطين الإسرائيلى هدف إلى إخفاء مخاطر أكبر بكثير من أى صاروخ إيرانى أو سورى".
وأضاف ليفى أن "إسرائيل التى باعت وتبيع الأسلحة لكل نظام مظلم ومجذوم، تشرح للعالم كيف يعمل نظام الشر إيران، وإسرائيل التى تملك كل أنواع الأسلحة، تقريبا، لا تسمح للآخرين بالتسلح ولو بجزء طفيف مما تملكه".
وتساءل الكاتب الإسرائيلى: "ما الذى كان سيحدث لو أن أحدا استولى على سفينة أسلحة كانت فى طريقها إلى إسرائيل؟"، مضيفا: "أن الدولة التى تفاخر وتثرثر إلى هذا الحد بإنجاز عسكرى، مهما كان، ليس دولة سوية، فبعد أن توجوا بكل ما يمكن رؤوس قادة الجيش والمحاربين وعرضوا المرة تلو الأخرى صور العملية ورئيس هيئة الأركان ووزير الدفاع فى غرفة العمليات، يحق التساؤل عن المقصود".
وأكد ليفي على أن "هذه العملية ليست إلا عملية استعراضية هدفها خدمة أهداف إعلامية ودعائية وتمويه وإخفاء للواقع، مضيفا: "كم كان جميلا لو أن إسرائيل كانت تفاخر بعمليات أخرى، كاستيعاب طالبي اللجوء، أو إنقاذ لاجئي مخيم اليرموك مثلا، وتخيلوا مثلا لو أن المراسلين العسكريين وجنرالات المحللين وجيش الإعلاميين المتلون الذي تجند بكل قواها وتنسى ما هي وظيفة الصحافة، كان قد طرح عدة أسئلة، منها مثلا: ما الفائدة من زيارة نتنياهو إلى أمريكا باستثناء التقاط صورة مع ليوناردو دى كابريو، وما وجهة إسرائيل بعد انتهاء المهرجان، والأهم من ذلك كله، متى سنفعل شيئا يعقم محفزات مهربي الصواريخ؟ لكن في إسبارطة كما في إسبارطة، الإنجاز العسكرى فوق كل شىء، وفي بومبي كما فى بومبي: كل واشرب واختطف سفناً، وتهرب من المواضيع المصيرية".