أبلغت سلطات الاحتلال عائلة الشهيد المهندس الخامس في كتائب الشهيد عزالدين القسام محمد الحنبلي من نابلس عن نيتها الإفراج عن رفات نجلها في 18/3/2014 بعد احتجاز دام 13 عاما.
وينحدر الشهيد الحنبلي من عائلة معروفة بثرائها ، وبيت له عراقته ومكانته في المجتمع، فوالده الدكتور عبد الرحيم الحنبلي، مدير دائرة البيطرة في محافظة نابلس سابقا، وكان رئيسا للجنة أموال الزكاة في المدينة، دخل محمد جامعة النجاح الوطنية عام 1995 ملتحقا بكلية الهندسة متخصصا في الهندسة الصناعية، ولم يكن محمدا بحاجة إلى فترة طويلة حتى يكون نجما في سماء جامعة النجاح، فقد كان عضوا في مجلس اتحاد الطلبة في إحدى دوراته، وأميرا للكتلة الإسلامية في دورات أخرى ...وكان وجود محمد في الجامعة يعني كما هائلا من الإضرابات والاعتصامات والمهرجانات والمسيرات.
لقد تدرج محمد في صفوف القسام حتى غدا قائدها الأول في محافظات شمال الضفة، وجند الاحتلال عشرات العملاء وضعت لهم هدفا واحدا " رأس محمد الحنبلي ". ولقد كشف قسم من هؤلاء في الفترات الأخيرة ..
كانت نابلس على موعد مع حدث لم ينسوه أبدا.. مع ملحمة بطولية بين أحد جنود الله، وقوة عسكرية (إسرائيلية) زادت عن مائة جندي، ترافقهم المجنزرات والطائرات.
ففي الخامس من أيلول حوصر الحنبلي داخل بناية سكنية في منطقة المخفية في نابلس من قبل قوات عسكرية (إسرائيلية) كبيرة، ودارت مواجهة عنيفة بين الطرفين، أسفرت عن مقتل ضابط الوحدة العسكرية وإصابة أخر، قبل أن يرتقي الحنبلي شهيدا.
وخلال أكثر من عشر ساعات، حاول الاحتلال دفع الحنبلي على الاستسلام، فطلب من العائلات إخلاء المبنى، ثم أدخل مالك البناء القائد القسامي الشهيد جعفر المصري دون أن يعلم أنه قائد في كتائب القسام، الذي استشهد لاحقاً بتاريخ 26/6/2004م ليخبر الشهيد محمد الحنبلي بضرورة الاستسلام, لكنه رفض ذلك، وأصر على المواجهة حتى الشهادة، فكان له ما أراد.
دخل الشهيد في اشتباك مسلح مع الجنود وعلى أكثر من محور، بعد تحصنه فوق صندوق المصعد، فأوقع فيهم قتلى وإصابات مباشرة، عد التأكد من استشهاده، طلب الجيش من المصري الدخول ثانية لإخراج الجثة.
وقد روى الشهيد المصري لاحقاً أنه عند دخوله لإخراج جثة الحنبلي، رأى أربعة من جنود الاحتلال قتلى في مكان الاشتباك، ثم تم تفجير المبنى بالكامل أمام عدسات الصحافة.
pnn