نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية في عددها الصادر أمس الجمعة مقالة للمحلل السياسي "آري شبيط" قال فيها إنه "لا يجدر بالرئيس الحالي للسلطة الفلسطينية محمود عباس ان يلغي ما أقره واعترف به الرئيس السابق للسلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات فيما يتعلق بيهودية دولة إسرائيل".
وتقول الصحيفة "كان أحد مجريي اللقاء هو محرر صحيفة "هآرتس"، وكان مجري اللقاء الثاني هو المراسل السياسي الكبير من الصحيفة، وكلاهما مختص من الطراز الاول وذو تجربة كبيرة، وكلاهما حمامة بيضاء خالصة، ومع كل ذلك تجرأ مجريا اللقاء الباحثان عن السلام على أن يطرحا على ياسر عرفات سؤالا يعتبر اليوم عندنا سؤالا مرفوضا وهو: هل يجب أن تبقى "إسرائيل" دولة يهودية؟
وبصورة مفاجئة أجاب المجرى اللقاء معه المتهرب، جوابا قاطعا قال: "هذا مؤكد"، هل مؤكد؟ سأل مجريا اللقاء ذوا الخبرة ثانية، فأجاب مجرى اللقاء معه، مؤكد، مقدما تفسيرا واسعا لقرار تاريخي اتخذه المجلس الوطني الفلسطيني قبل ذلك بـ16 سنة.
وتقول الصحيفة "ليس من المفاجيء اذا أن جاء العنوان الرئيس في صحيفة هآرتس في 7 حزيران 2004 بكلامه: "عرفات: إسرائيل دولة يهودية". وبناء على الكلام الذي قاله رئيس م.ت.ف في المقاطعة لـ"دافيد لنداو" و"عكيفا الدار" قبل عشر سنوات قالت الصحيفة بصورة قاطعة "إن ياسر عرفات يدرك بيقين ان الهوية اليهودية لدولة إسرائيل يجب أن تبقى".
وتضيف الصحيفة "يزعم "امنون ابراموفيتش" أن الاعلان الاسرائيلي ينطبق عليه القانون التسعين يوما، وبحسب هذا القانون فإن كل نبأ نشر في الماضي لكنه لم ينشر في التسعين يوما الأخيرة، يستحق أن ينشر من جديد باعتباره سبقا صحفيا جديدا، فبمقتضي قانون ابراموفيتش أريد أن أجدد بهذا السبق الصحفي الدراماتي لصحيفة "هآرتس" فأقول "إن عرفات اعترف باسرائيل دولة ييودية، إن قائد الثورة الفلسطينية ورئيس السلطة الفلسطينية وقائد الكفاح المسلح قبل حقيقة أن إسرائيل دولة يهودية ويجب أن تبقى كذلك".
وتتابع "بعد أن أعطى شارون زميلنا "يوئيل ماركوس" الانفصال بأربعة اشهر "أعطى" عرفات زميلينا "لنداو والدار" الدولة اليهودية، وقام الرمز الوطني الفلسطيني قبل موته بنصف سنة بتحول ايديولوجي وسلم بحقيقة أن هوية دولة "اسرائيل اليهودية" يجب أن تبقى".
"إن الاسابيع القادمة مصيرية لانه ستكون وثيقة كيري أو لا تكون، وستكون موافقة على الإطار المبدئي للتفاوض الاسرائيلي الفلسطيني أو لا تكون، فهل سيحدث آخر الامر شق الطريق نحو السلام، أو يحدث سقوط سياسي قد تكون تاثيراته كارثية؟، إن الصفقة الموضوعة على الطاولة هي صفقة واضحة وهي دولة يهودية في مقابل حدود 1967.
ويقول كاتب المقالة "على الفلسطينيين أن يسلموا بالاعتراف بدولة الشعب اليهودي، في حين يجب على "إسرائيل" ان تسلم بحقيقة أن حدود الدولة القومية تقوم على الخط الاخضر".
ويضيف "إن ضغطا كبيرا يستعمل في الليل والنهار على بنيامين نتنياهو لقبول حدود يبغضها، وفي مقابل ذلك يجب أن يستعمل ضغطا كبيرا على محمود عباس ليبذل الاعتراف الذي يرفض أن يبذله ولهذا فإن لكلام عرفات الذي يعتبر سابقة أهمية لا نظير لها في هذه الأيام".
"إن ما أحله أبو عمار لا يستطيع أن يحرمه أبو مازن، يجب على رئيس السلطة الفلسطينية الحالي أن يقول بصراحة ما قاله سلفه بصورة ضمنية، أيكون سلام؟ لن يكون سلام اذا لم يسر عباس في طريق عرفات، واذا لم يقل "إن إسرائيل دولة يهودية يجب ان تبقى هويتها اليهودية".
ويختم الكتاب مقالته بالقول "إن جون كيري نجح في الاشهر الأخيرة في أن يفعل غير الممكن، فقد اظهر الوزير الطموح زعامة وتصميما وإبداعا وروح تمسك بالمهمة غير عادي، وقد أدى رئيس وزراء "إسرائيل" بتأليف مميز بين العصا والجزرة والذكاء العاطفي إلى أماكن لم يؤمن أحد بأنه يمكن الوصول اليها، لكن ينبغي للوصول الى السلام نفسه استعمال نفس التأليف الخاص بين العصا والجزرة والذكاء العاطفي على الرئيس الفلسطيني، وينبغي اليوم في باريس ان يوضع أمامه الكلام الذي قاله عرفات لصحيفة "هآرتس" وأن يُلزم بأن يتبناه".