نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية تحليلا مفصلا تحدثت فيه عما آلت إليه الأمور في صفوف الجيش السوري في ظل الأزمة القائمة والنزاع الجاري على الأراضي السورية، والشوط الطويل الذي قطعه الجيش الإسرائيلي في تفوقه العسكري دون أن يقدم قطرة دم واحدة من جنودها.
وقال المحلل العسكري للصحيفة "عاموس هريئيل" إن "التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية الصادرة عن جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" تؤكد أن الأزمة الدائرة في سوريا تصب في مصلحة تعميق التفوق العسكري الإسرائيلي على الجيوش والمنظمات المحطية بها".
ولفت "هرئيل" في تحليله إلى أن قادة جيش الاحتلال يعتقدون أن الجيش السوري وصل إلى منحدر سحيق لم يصل اليه، وأن مخزون السلاح الكيميائي الذي يمتلكه النظام السوري وهو المخزون الثاني من حيث الحجم في العالم – يخضع الآن لعملية تفكيك متقدمة.
وأضاف أن "ضعف القوة العسكرية السورية يسمح حاليا للجيش الإسرائيلي بالمبادرة بتقليص معين في قواته البرية، الذي يتضمن إغلاق عددا لا بأس به من ألوية المدرعات في الاحتياط منذ انشائه".
وتابع "يمكن القول أيضا إن إسرائيل هي المستفيدة فالجيش السوري، العدو الأساسي الذي بُنيت، من أجل مواجهته قوة الجيش الإسرائيلي في العقود الأخيرة، اصبح ظل جيش". وتنقل الصحيفة عن "افيف كوخافي" رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" قوله "إن المعلومات التي يملكها تؤكد أن الجيش السوري استخدم نصف الصواريخ والقذائف التي كانت بحوزته في محاربة المتمردين وان كفاءته وصلت الحضيض"، على حد تعبيره.
ويوضح "هريئيل" ان "تداعيات الازمة السورية التفوق الاسرائيلي في مواجهة حزب الله وفقاً لما تشير اليه التقديرات الاسرائيلية التي تزعم أن حزب الله ارسل الى سوريا ما بين 15- الى 20% من مقاتليه، وهذا يشير الى ان حزب الله قد أهمل "الجبهة الجنوبية" في مواجهة اسرائيل وانشغل بالقتال من اجل الحفاظ على بقاء نظام الاسد، علماً أن حزب الله بات مضطرا لتخصص الآلاف من مقاتليه للقيام باعمال الحراسة في المناطق الشيعية بالاضافة الى حراسة قياداته وكوادره بعد ان تحولوا لهدف لمنظمات معارضة للنظام السوري وهذا يستدعي من حزب الله تخصيص الآلاف من المقاتلين لضمان امن هذه المناطق، وهذا يستهلك قوى بشرية كبرى ليس بمقدور حزب الله توفيرها". ويضيف "بالاضافة الى حلم تدمير سلاح المدرعات السوري وانشغال حزب الله بالحرب اللبنانية فإن جيش الاحتلال سعيد جدا بالمعارك التي يخوضها الجيش المصري لعدد من المنظمات التي كرست جهودها خلال الاعوام الماضية لمهاجمة اهداف اسرائيلية انطلاقاً من شبه جزيرة سيناء، مما دفع هذه المنظمات الى ضرب أهداف داخل مصر".
وبحسب المنظرين العسكريين الإسرائيليين فإن صورة جيش الاحتلال خلال الفترة المقبلة ستكون على النحو التالي: عدد اقل من الجنود والدبابات وكثير من الذخيرة والاستخبارات والغوَّاصات والطائرات، مع تقليص عدد ونطاق المناورات. ويملك جيش الاحتلال بحسب التقديرات حوالي ثلاثة آلاف مدرعة، ربعها مدرعات حديثة من طراز ميركافا 3 وميركافا 4، ولكنه قرر ايقاف انتاج هذه المدرعات.