كشف الصحفي الإسرائيلي "رونين بيرغمان" المختص في شؤون الاستخبارات أمس أن "إسرائيل" سمحت لوكالة الأمن القومي الأمريكية "NSA" بإقامة منشأة استخبارية كبيرة في مدينة القدس، احتوت على هوائيات تستخدم لرصد الإشارات من الأقمار الصناعية. وقال "برغمان" في حديث للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي "إن الموقع الجغرافي للقدس يتيح التقاط الإشارات من عدد من أهم الأقمار الصناعية المخصصة للاتصالات في العالم، الأمر الذي يساهم بشكل ملحوظ في تعزيز قدرات الاستخبارات الأمريكية في هذا المجال.
وحين كشف قبل بضعة شهور أنّ وكالة الأمن القومي الأمريكية تجسّست على منشآت عسكريّة إسرائيلية، لم يندهش أحد. ففي النهاية، تتجسّس الاستخبارات على دول صديقة أيضًا، وليس هذا بجَديد، لكن يبدو أنّ الأمر لا يقتصِر على التنصُّت وحدَه.
وتقول القناة "على سبيل المثال، وبعد ثلاثة أيّام من ابتداء حرب 1967، في 8 حزيران، ضربت إسرائيل مدمّرة أمريكية تُدعى "ليبرتي" كانت في البحر المتوسّط. أدّى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل 34 بحّارًا أمريكيًّا، وإصابة 171، ادّعت إسرائيل الرسمية أنّ الأمر كنايةٌ عن خطأ في تحديد الهويّة، وأنّ المهاجمين ظنّوها سفينة مصريّة".
وتضيف "في الوقت نفسه تمامًا، حامت طائرة تجسّس أمريكيّة في سماء "إسرائيل"، وتمكنّت من اعتراض بثّ الجيش الإسرائيلي"، بناءً على ذلك، ثمّة عناصر أمريكية تعتقد حتّى اليوم أن "إسرائيل" هاجمت السفينة عن سابق إصرار وتعمد بهدف الإشارة للأمريكيين بأن يكفوا عن أفعالهم".
ووفق التحقيق، فإن سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في القدس ليست مسؤولة عن العلاقات السياسية، الاقتصادية، والثقافية بين البلدَين فحسب، فعلى ظهر السفارة وضعت منظومة تنصت وتجسس من الأكثر تطورا في العالم"، هكذا، تخدم السفارة كواحد من أكبر مراكز التجسس في الشرق الأوسط".
وتكشف القناة "أن الأمر لميقتصرعلى التنصت، وتقول "فوفق الوثائق التي سرّبها إدوارد سنودن استأجرت الاستخبارات الأمريكية شقة سرية مقابل منزل وزير الجيش السابق، "إيهود باراك"، تحت غطاء مسكن لجنود مشاة البحرية (المارينز)، وفقًا للتقديرات، استُخدِمت الشقّة كقاعِدة للمراقبة والتنصت على ما يجري داخل منزل باراك، وكان يفترض أن تتعقب أشعة ليزر خاصة اهتزازات أمواج الصوت في بيت باراك، وتساهم في التجسس".
وتضسف "لكن إسرائيل لم تجلس مكتوفة الأيدي طيلة السنوات الماضية، والمثال الأشهر هو مثال "جوناثان بولارد"، الجاسوس اليهودي - الأمريكي الذي قُبض عليه في الولايات المتحدة عام 1985 بعد أن نقل عشرات آلاف الوثائق السرية إلى إسرائيل".
ووفق التحقيق التلفزيوني، تدعي وثيقة استخبارية عرضت على مجلس الشيوخ في التسعينات أن إسرائيل (التي تُدعى في الوثيقة "الدولة A") تدير منظومة التجسس "الأكثر عدوانيّة" تجاه الولايات المتحدة، أكثر من جميع حلفائها، حتى بعد اعتقال بولارد، لم تتوقف خشية الأمريكيين من وجود "خلد" إسرائيلي في صفوف الاستخبارات الأمريكية.
وفق رئيس الموساد الأسبق، "داني ياتوم"، تصرف الأمريكيون بهلع في هذا الشأن، وطلبوا أن يعرفوا تفاصيل حول ذاك "الخلد"، ووفقا للتقديرات، أُنهي التحقيق في نهاية المطاف بعد إيعازٍ مباشر من الرئيس "بيل كلينتون" بإيقاف التحقيق فورا. وسبب أمر كلينتون، وفقا للشائعات، هو خوفه من أن لدى الموساد أدلة على الفضيحة الجنسية التي ربطته بالفتاة "مونيكا لوينسكي" حينها.