نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء عن زعيمة حزب العمل الإسرائيلي السابقة "شيلي يحيموفيتش" أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وافق على قيام "إسرائيل" بانسحاب تدريجي خلال ثلاثة أعوام من الضفة الغربية المحتلة في إطار أي اتفاق سلام يتم التوصل اليه، وهو عرض لا يتناسب مع المطالب الإسرائيلية.
وبينت الصحيفة أن عباس طرح هذا الإطار الزمني في مقابلة أذيعت على مؤتمر أمني دولي في تل ابيب حيث شكك وزير الجيش الإسرائيلي "موشي يعلوف" في مدى فعالية الالتزامات الأمنية الراهنة للرئيس الفلسطيني.
وكان عباس تحدث بشكل عام في اجتماعات سابقة مع صحافيين عن انسحاب مرحلي من الضفة الغربية بعد التوصل إلى اتفاق نهائي على أساس مبدأ الارض مقابل السلام يماثل الانسحاب الإسرائيلي على ثلاث سنوات من سيناء بعد توقيعها معاهدة السلام مع مصر عام 1979.
وزعمت زعيمة حزب العمل "يحيموفيتش" أنها ناقشت احتمال ان يبقى المستوطنون الذين لا يرغبون في مغادرة الضفة الغربية في دولة فلسطينية كمواطنين.
وقالت في تصريحات نشرتها صحيفة ‘جيروزاليم بوست’ أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قبل الاقتراح في اجتماع عقدته معه في شهر ايار/مايو الماضي.
جاءت تصريحات "يحيموفيتش" ردا على معارضة قوية من جانب الأحزاب اليمينية في حكومة الاحتلال وعناصر معينة في اليسار لتصريحات ادلى بها مسؤول في مكتب رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" بأن الأخير يعتقد أنه يتعين السماح لسكان المستوطنات في الضفة الغربية بالبقاء في دولة فلسطينية.
وكاف وزير الاقتصاد في حكومة الاحتلال وزعيم حزب "البيت الييودي" نفتالي بينيت قد انتقد نتنياهو قائلا "فكرة بقاء المستوطنات اليهودية تحت السيادة الفلسطينية كما اقترح شخص ما في مكتب نتنياهو خطيرة للغاية وتعكس فقدان القيم".
غير أن "يحيموفيتش" قالت إنه "في المفاوضات مع السلطة الفلسطينية لا يجب استبعادهم أي خيار وإنه يجب بشكل جاد مناقشة احتمال بقاء المستوطنين في دولة فلسطينية كمواطنين".
وقالت "يحيموفيتش" وهي عضو في الكنيست الإسرائيلي عن حزب العمل "إن نتنياهو لم يكن جادا بشأن اقتراحه فيما يتعلق بالمستوطنين أو عملية السلام".
وكان صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين قد رفض اقتراح أن يحصل المستوطنون على خيار البقاء في الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وقال "لن نسمح حتى لمستوطن أن يبقى على أراضي الدولة الفلسطينية"، مضيفا أن "الذين يطالبون بضرورة بقاء المستوطنين، يقولون فعليا "إنه لا يريدون قيام دولة فلسطينية".