يُعجب الأمريكيون جدا بمحاضرات يلقيها رئيس حكومة إسرائيلي سابق، يتحدث فيها عن إيران، عن عملية السلام وعن علاقة إسرائيل بأمريكا. فهم يعتبرون شخصية إسرائيلية رفيعة المستوى تلقي محاضرة مع نهاية شغل منصب حكومي، ويعدّونها "حبة الكرز التي تزين القشدة بالنسبة لهم"، وهم مستعدون لدفع أجر كبير لها.
والشخصية الأكثر اجتذابًا في هذا المجال، حتى اليوم، هي إيهود باراك، والذي تمثله بشكل حصري وكالة هاري ووكر، التي تمثل أيضًا بيل كلينتون، كوفي عنان، مدرب كرة القدم أليكس فيرغسون وآخرين. ربما يعود هذا إلى حقيقة أن إيهود باراك أنهى فقط قبل عام مهام منصبه كوزير للدفاع في الفترة التي كانت فيها الولايات المتحدة منشغلة بقضية مهاجمة إيران، ولكن لا شك أن شعبية وزير الدفاع السابق لها علاقة أيضًا بالمناصب الأخرى التي شغلها، ومن بينها رئيس حكومة إسرائيل، الأسبق، رئيس الأركان، الأسبق، والجندي الأكثر حصولاً على الأوسمة في الجيش الإسرائيلي.
وحتى بداية عام 2014، يتصدر باراك قائمة فوربس للمحاضرين الإسرائيليين الأعلى أجرًا: الأجر الذي يتقاضاه يتراوح بين 50 – 70 ألف دولار مقابل محاضرة مدتها ساعة ونيف.
إلا أن هذه الأسعار شبه الخيالية موجودة فقط في الولايات المتحدة: لا يمكن أن يطلب رؤساء حكومات سابقًا، سياسيون أنهوا شغل مناصبهم ومسئولون أمنيون متقاعدين هذه المبالغ في إسرائيل، لأنه ليس هناك من يوافق على دفع مقابل هذه المتعة.
وتتضمن القائمة أيضًا – مايكل أورن، السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة، الذي يتقاضى مقابل المحاضرة من 25 – 30 ألف دولار، إيهود أولمرت، رئيس الحكومة السابق، يتقاضى مقابل المحاضرة ما بين 20 – 25 ألف دولار، غابي أشكنازي، رئيس الأركان السابق يتقاضى 45 ألف دولار مقابل إلقاء محاضرة خارج إسرائيل.
وفي ظل واقع كهذا بقي لنا أن نحاول أن نخمّن كم قد يدفعوا في الولايات المتحدة مقابل محاضرة يلقيها من شغل منصب رئاسة حكومة إسرائيل لثلاث مرات، والذي تسنى له أن يقضي الكثير من الوقت خلف منصات حول العالم ويتحدث الإنجليزية بطلاقة وإتقان. سنكتشف الإجابة على هذا السؤال في الوقت الصحيح، إلا أنه حسب التسعيرة الحالية المتعلقة بصناعة المحاضرات الأمريكية، هناك سبب جيد يدعو رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لانتظار اليوم الذي يلي نهاية عهد حياته العامة.