تعالت الانتقادات في "إسرائيل" لفشل جهاز الدفاع المدني في مواجهة المنخفض الجوي "أليكسا" الذي ضرب عدة بلدان في المتوسط، وأدى إلى شل مرافق الاحتلال بشكل شبه مطلق مع قطع القدس المحتلة كليا عن باقي مدن الاحتلال، من جهة وبقاء أكثر من 35 ألف أسرة بدون كهرباء على مدار ثلاثة أيام، ناهيك عن قطع المواصلات وإغلاق الطرق الرئيسية وفي مقدمتها طريق تل أبيب القدس المعروف باسم شارع رقم 1.
وحاولت شركة الكهرباء الإسرائيلية، طيلة الأيام الماضية بالدفاع عن نفسها والقول إن العاصفة وما رافقها حال دون تمكن طواقم الشركة من إعادة ربط البلدات التي قطع عنها التيار الكهربائي لأيام. واعتمدت الشركة فيدفاعها عن نفسها إلى حقيقة تعثر التنقل بسبب إغلاق الطرقات، فيما قالت إن حالات مشابهة في دول أكثر متطورة، كالولايات المتحدة، شهدت قطع التيار الكهربائي عن مئات بل وملايين المنازل.
وفي السياق نفسه دافع القائد العام لشرطة الاحتلال الإسرائيلي، يوحنان دانينو عن أداء الشرطة الإسرائيلية خلال الأيام الماضية وقال في جلسة لتقييم الأوضاع، عقدها في مقر اللواء الشمالي للشرطة بالقول "إننا الآن في أوج المعركة، ولم نعد بعد للروتين العادي في البلدان التي لا زالت بدون كهرباء، ونحن في خدمة شركة الكهرباء لمساعدتهم إلى إعادة الكهرباء لبلدات الجليل".
وأضاف دانينو أنه عندما تنهتي الأحوال الجوية الحالية فإن الخبراء والمختصين سيثبتون للجميع أن شرطة الاحتلال الإسرائيلية قد عملت كما يجب فلا أحد في الشرطة قادر على السيطرة على الأحوال الجوية وهطول الأمطار"
في المقابل قال صحافيون إسرائيليون، إن غرفة الطوارئ التي أقامها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، مساء أمس في بلدية الاحتلال في القدس، كان يجب أن تقام أصلا قبل العاصفة، لا سيما وأن خدمات الأرصاد الجوية حذرت من المنخفض القادم. بل إن عددا من الصحافيين وفي مقدمتهم بن كاسبيت، من معاريف، دعا نتنياهو منذ الجمعة إلى إعلان حالة الطوارئ واستدعاء وتفعيل الجبهة الداخلية وقوات الدفاع المدني واستعداء الجيش الإسرائيلي بآلياته لفتح الطرق.
وعلى نفس المنوال اعتبر الكاتب والصحافي عاموس هرئيل في مقالة خاصة في هآرتس أن ما حدث خلال أيام العاصفة يثبت من جديد أنه كلما وقعت "إسرائيل" في مشكلة، فإن الجهة الوحيدة من بين مؤسسات التي تثبت أنها منظمة وقادرة على مواجهة حالات الطوارئ هي جيش الاحتلال الإسرائيلي، مقابل عجز وفشل الأجهزة المدنية العادية.
وذهب هرئيل إلى القول إن وزير "الجبهة الداخلية" جلعاد أردان، حارب طيلة المدة الماضية لزيادة الصلاحيات المخصصة لوزارته، ولكن وبعد العاصفة الأخيرة يتضح أنه إذا كان بمقدور الدولة أن تواجه ما حدث دون حاجة للوزارة المذكورة فهذا يعني أنها قادرة على مواجهة حالات الحرب بدون وزارة "الجبهة الداخلية".
وكان مراقب دولة الاحتلال القاضي يوسيف شابيرا ، أعلن منذ ليلة الجمعة أنه يعتزم التحقيق في ما حدث ، وخاصة فشل الأجهزة المدنية والدفاع المدني والسلطات المحلية في الاستعداد للمنخفض الجوي "أليكسيا" وما رافق ذلك من عجز شركة الكهرباء الإسرائيلية، وشرطة الاحتلال الإسرائيلي، عن القيام بواجبها وهو ما تجلى في "قطع" القدس ومحيطها عن باقي إسرائيل، وإبقاء الطريق الرئيسي في البلاد، الموصل بين القدس وتل أبيب مغلقا طيلة أربعة أيام.
إلى ذلك تتراوح التقديرات الأولية إلى أن المنخفض أليكسا قد ألحق بإسرائيل خسائر مادية تقدر بنصف مليار شيقل، على الأقل، ناهيك عن التعويضات التي ستضطر الدولة لدفعها لموامنين تضررت منازلهم بسبب العاصفة، والتعويضات عن احتجازهم في بيوتهم لعدة أيام بدون تيار كهربائي وخدمات أساسية أخرى.